ان صدق حميدتى فلا احترام لحمدوك
نقلت صحيفة السودانى عن الفريق محمد حمدان دقلو قوله الاسبوع الماضى فى إحدى الفعاليات الرمضانية ان إجراءات 25 أكتوبر وافق عليها حمدوك وجميع أعضاء مجلس السيادة (بشقيه المدني والعسكري) ، ولاشك أن هذا الكلام المنسوب لنائب رئيس مجلس السيادة – لو صدق – فإنه خطير جدا ، ويشكل ادانة مباشرة للمكون المدنى فى مجلس السيادة ، ويشكل ادانة خاصة للسيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ، باعتبار أن الرجل مطروح بشكل أساسى كرمز لمدنية الدولة ، وممثلا لهذا الخط ، وقد اعتبره كثير من الثوار وبالذات الشباب أيقونة الثورة ، ورمز انتصارها فى اهم مطالبها ، الا وهو تكريس التحول الديمقراطى ، والدعوة لمدنية الحكم ، وانهاء دور العسكر فى الحياة السياسية السودانية ، وقصر دورهم فى ما نص عليه الدستور وتعارفت عليه الامم ، وهو القيام بالدفاع عن البلد وحمايتها من تهديدات أو مخاطر تحدق بها والتصدى لأى محاولات للاعتداء عليها .
ان كلام الفريق حميدتى يعنى أن الدكتور حمدوك كان يخدع الناس ، وكلماته التى دأب على ترديدها مخاطبا شعبه بحرصه على حماية الحكم المدنى ، وتحقيق التحول الديموقراطي ، وارساء قواعد الدولة المدنية الحديثة ، وبناء مؤسساتها وتقويتها ، كل هذه الشعارات كانت من حمدوك للاستهلاك السياسى وكسب
الوقت بما يمكنه من تحقيق ما يصبو إليه ، أو لنقل أن الرجل غير مواقفه وبدل قناعاته التى كان ينادى بها وأن هذا التحول الكبير فى شخصيته جعله يوافق على الرجوع الى البرهان ، وتأييد انقلابه ، والعمل معه من أجل شرعنة الانقلاب ، وإقناع الثوار ومن خلفهم جموع الشعب السودانى بالقبول بما حدث ، والتعامل معه كامر واقع ، وهذا بالطبع بخصم كثيرا جدا من رصيد الدكتور حمدوك ويؤثر سلبا على مقبوليته عند الجمهور ، وقد رأينا كيف أن الشباب الثائر رفع صوته عاليا مدينا حمدوك ، متهما إياه بالتواطؤ مع العسكر ، وأنه قد خان الثورة ونضالات الثوار ودماء الشهداء ، وما أفضى اليه ذلك ، وصولا إلى استقالة الرجل وابتعاده عن الساحة ، وشيئا فشيئا أصبح الجمهور ينسى حمدوك ، ولم يعد الرجل بذاك الالق الذى جاء به ، وانطفأ ذاك الوهج الذى كان يحيط به.
ان صدق حميدتى فى ما قال ( وليس هو بالصدوق) فان حمدوك هو الخاسر الأكبر من كل ماجرى ، ولسنا فى وارد الهجوم على حمدوك – وان لم يكن مستبعدا ما قيل فيه – أخذا بقول حميدتى ولكنها محاولة لقراءة فى واقع الحال ، وهو ما يوصلنا الى أنه
لا احترام لحمدوك مطلقا خاصة مع انزوائه بشكل كامل ، وعزوفه عن الشان العام وبالتالى عدم تعاطيه مع الاحداث بما يمكن الناس من التعرف على موقفه ورده على كلام حميدتى أو مجرد التعليق عليه.
سليمان منصور