أخبار السودان :
مافيا الذهب تدمر اقتصاد السودان
تحدثنا بالأمس عن بناء الدعم السريع امبراطورية مالية ضخمة معتمدا على وضع يده وتمكينه من التصرف في التعدين والحصول على كميات كبيرة من الذهب تكفي وحدها لجعله يستطيع تمويل انشطته قبل الحرب وفي مابعد اندلاعها مواجهة مصروفاتها الباهظة وشراء الولاءات ، وكيف ان استمرار تهريب المعدن الأصفر جعل من اقتصاد السودان يعاني مشاكل كبيرة، فكيف ان كانت جهات رسمية وشخصيات مقربة من نافذين وجهات خارجية متورطة في تهريب الذهب وانهاك الخزينة العامة بكل اسف.
ويقول رئيس شعبة مصدّري الذهب عبد المنعم الصديق في حديثه لـ”العربي الجديد” إن “شركات تابعة للنظام السابق وأخرى حكومية وغيرها تتدثر بغطاء شركات حكومية محمية تعمل في تصدير الذهب وتبيعه في دبي وتوزع العائد لتجار العملة من دون علم بنك السودان المركزي.
ويؤكد الصديق لـ”العربي الجديد” أن “إصلاح حال البلد يتطلب قرارات جريئة وشجاعة وعاجلة، إذ لابد من غلق باب التهريب تماماً”. ويضيف أن “التهريب يتم بصورة محمية، وما يجري تصديره رسمياً من الذهب لا يتجاوز 10% فقط من الإنتاج”.
ورغم ازدهار قطاع التعدين في السودان خلال السنوات الأخيرة، يؤكد مسؤولون وخبراء أن معظم كميات الذهب يتم تهريبها إلى خارج البلاد، مما يحرم البنك المركزي من مورد للعملة الصعبة.
ويقول الخبير الاقتصادي بابكر عبد الحميد لـ”العربي الجديد” إن تهريب الذهب لم يعد حكراً على السودانيين فقط، وإنما دخلت شركات من الصين على خط استنزاف الاقتصاد السوداني، وفوجئت السلطات المحلية في ولاية كسلا شرق السودان قبل سنوات، باختفاء جبل “سراريت” من الوجود، وتركت الشركة الصينية التي كانت تعمل بالقرب من الجبل، معدات بملايين الدولارات وراءها، ما يعني أنها حصلت على كنز أكبر مما هو متوقع.
وفي عام 2022 كانت صادرات الذهب تعادل 46% من إجمالي عائدات الصادرات السودانية البالغة 4.357 مليارات دولار في ذلك العام، ما منح المعدن النفيس أهمية كبرى كمورد رئيسي للنقد الأجنبي لتمويل واردات سنوية ضخمة بلغت 11 مليار دولار.
سليمان منصور