أخبار السودان :
لن ينصلح الحال ما لم نصلح انفسنا
كثيرا ما تحدثنا وتحدث غيرنا عن ضرورة ان نصلح انفسنا ونقومها ونتولى محاسبتها وضبطها قبل أن نحاسب الاخرين او نطالبهم بضرورة القيام بواجبهم وعمل ما يلزم ان يقوموا به.
نقول هذا الكلام ونحن نتابع باسى بالغ مايعانيه أهلنا في شرق النيل بالخرطوم إذ انقطع عنهم التيار الكهربائي منذ اليوم العاشر في شهر رمضان وبالتبع لذلك انقطع عن كثيرين الإمداد المائي وظلت المعاناة تزداد يوما بعد يوم وهاهم يزيدون على الشهر بلا كهرباء وماء.
وهؤلاء المواطنون لم تنقطع عنهم الخدمة مثلا لان الحرب دمرت المحطات مع ان الحرب أثرت كثيرا عليهم سلبا وانقطع التيار عنهم أكثر من مرة بسبب الصراع وتداعياته لكن هذا الانقطاع الطويل الذي يعيشونه الان تسبب فيه قيام ضعاف النفوس بسرقة زيت محطات التوليد مما ادي لخرابها وخروجها عن الخدمة ومع ان الجهود الشعبية سعت إلى علاج المشكلة واعادة التيار الا ان الخوف من تكرار السرقة والآثار الوخيمة التي تترتب على ذلك جعلت الصيانة لاتكتمل وبالتالي يطول حرمان المواطنين من الكهرباء والماء.
ونقرا أدناه البيان التوضيحي الصادر عن غرفة طوارئ كهرباء شرق النيل.
الذي يقول :
السادة سكان الخرطوم وشرق النيل نحيطكم علما بأن انقطاع التيار الكهربائي نتيجة عطل في محطة الكباشي شمال بحري والذي تمت سرقة زيوت المحولات فيها وعددها ٦ محولات نقل سعة ٥٠٠ وتم تجهيز زيوت للمحطة وعند وصول التيم الهندسي لمحطة الكباشي ظهرت بوادر سرقة للزيوت الجديدة ، وحتي لا نفقد احد المحولات مرة اخري تم الغاء سيناريو تشغيل المحطة علي ان نتجه لسيناريوهات بديلة وبالفعل تم وضع الخطط البديلة وتجربة بعضها ولكن في ظل الظروف الحالية للخرطوم وصعوبة إيجاد الاسبيرات والمعدات والاليات اللازمة للعمل صعب الأمر ، ورغم كل الحاصل هنالك عمل جاري علي ان يتم حل المشكلة في أقرب وقت ممكن.
ونقول اننا مطالبون كمواطنين بتفعيل الرقابة الذاتية ومحاربة الظواهر السالبة التي يتضرر منها الجميع ، ويلزم ان نتولى بأنفسنا الرقابة ونفعلها ونحارب اى شخص يقوم بمثل هذه الافعال المشينة ، وان نفعل معا ما يسهم في الإصلاح ، ولنعرف انه لن ينصلح الحال ما لم نصلح حالنا اولا.
سليمان منصور