أخبار السودان :
ليتنا نعي الدرس ونتعظ
كتبنا بالامس ان الحال في بلادنا لن ينصلح ما لم نصلح انفسنا ونعمل مبدا الرقابة الذاتية ونجتهد في إصلاح العيوب التي فينا حتى نتجاوز المحنة وننطلق إلى الأفضل.
وفي ذات المنحي نكتب اليوم ونحاول ممارسة النقد الذاتي ويلزم ان نعترف اننا بحاجة ماسة إلى إصلاح أنفسنا لينصلح حالنا ونخرج من هذه المحنة افضل حالا وليتنا نعي الدرس ونتعظ
دعونا نكن صريحين مع بعضنا ونتحدث عن عيوبنا ونتعاهد على إصلاح ما نواجهه.
نحن متواكلون ولا اباليين نتساهل في أخذ الأمور، ونتعامل مع شان الوطن بعدم مسؤولية ويقل فينا الحادبون على المصلحة العامة
بل يقدم كثيرون مصلحتهم الخاصة. والحريصون على المال العام قلة ويكثر فينا الذين ينهبون ما امكنهم.
واذا تحدث أحدنا عن ضرورة الإنتاج والعمل فهو غير معني بهذا الامر وعلى الاخرين ان يعملوا ويكتفي هو بالتنظير ، وعليه يكثر المنظرون ويقل العاملون.
فينا بكل اسف من همه ان يجنى المال دون أن يراعي الحلال والحرام ، وفينا المضاربون في قوت الناس ولايهمهم ان يكون مصدر رزقهم السحت والنصب واستغلال الآخرين. لذا نمى الطفيليون وزاحموا عتاة الرأسمالية الشريفة. واستشرى الفساد حتى أزكم الأنوف بلا وازعٍ من ضمير، أو خوف من حسيب أو رقيب. وتطاول البنيان الحرام حتى ناطح السحاب ، وترهلت حسابات الكثيرين في المصارف يتلاعبون بها ويلعبون.
وبكل اسف انهارت اخلاق وتشظت علاقات اجتماعية كانت نموذجاً يحتذي واضحت المصالح هي الرباط الوحيد بين الناس وتلاشت القيم.
حتي نتجاوز المحنة ونخرج من هذا البلاء ونحن بخير ونسعي للأفضل علينا أن نخلع ملبسنا المهترئ الان ونبتعد عن المفاسد ونلبس جديدا
يقوم على عتاب النفس، وتنقية الضمير، والإصرار على التوبة النصوحة من كل الرذائل التي دنست حياتنا وعصفت بنا وبالوطن الجريح. وعلى كل واحد منا أن يصمم على ألا يعود إلى الخنوع والدعة والتواكل والظلم البغيض. وأن يصمم في نفسه على أن يبني ما يستطيع من ركام هذا الوطن. وعلى كل فرد أن يدرك أن هذه هي الفرصة الأخيرة للنجاح في امتحان الوطنية الذي رسبنا فيه جميعاً مرات ومرات.
وعلينا أن نستند على عزيمتنا وننميها ونطورها حتى تصبح نبراساً يضيء لنا طريق المستقبل.
سليمان منصور