الاقربون أولى بالمعروف يا امير
لا صدقة وذو رحم محتاج
نصوص واضحة الدلالة تجعل من يخالفها ويضع ماله فى غير محله ويوجه صدقاته ومساعداته إلى البعيد مع حاجة القريب الماسة ، من يفعل ذلك عن وعى والتفات وادراك لما يقوم به قد تحكم عليه النصوص أعلاه بالسفه ، والسفيه يتم الحجر عليه وتسلب منه ولايته على ماله ويصبح غير اهل للتصرف فى حقه ، فهل يمكننا القول أن الأمير محمد بن سلمان يعرض نفسه للحكم عليه بالسفه لوضعه أمواله فى غير محلها وتوجيهه صدقاته إلى العنوان الخطأ؟ ربما يكون هذا الكلام صعبا ويعتبره كثيرون تجاوزا واشتطاطا لكن دعونا نسال اولا هل فى العالم العربي والإسلامى فقراء معدمون يحتاجون إلى العون والمساعدة؟ هذه فلسطين تئن من الحصار ، والجوع يتهدد بعض أبنائها ، وهذه الصومال وبورما وأفغانستان وقد ارهقتهم الفاقة ومئات الالاف من المسلمين فى هذه البلدان يرزحون تحت وطاة الجوع والمرض والجهل ، وهذه اليمن وقد فتك باطفالها الجوع والمرض فى حصار لئيم لايمت إلى الأخلاق والقيم بصلة ، وهؤلاء ملايين المسلمين فى أفريقيا واسيا من العرب وغيرهم وقد اضناهم الجوع واناخ الفقر بكلكله عليهم ومات الكثير منهم ، ناهيك عن فقراء السعودية وهذه الأموال التى يبعثرها الأمراء ملك لهم وهم محرومون منها.
ولن نستطيع ذكر جميع المحتاجين من العرب والمسلمين ، فهذا امر غير مقدور عليه وإنما هذه نماذج فقط نكتفى بذكرها ، ونقول هل يعى ولى العهد السعودي انه بدفعه 400 مليون دولار لمساعدة الأوكرانيين إنما يضع المال فى غير محله ويدخل بتصرفه هذا تحت دائرة من يستحقون الحجر عليهم.
وليس هناك خلاف بين الناس فى مساعدة المحتاج بغض النظر عن جنسه وانتمائه لكن لاصدقة وذو رحم محتاج والاقربون أولى بالمعروف.
احد المحللين نظر من زاوية أخرى إلى هذا الخبر (ورؤيته جديرة بالتامل فيها وليس بالضرورة الاتفاق معها 100٪) ، كتب مايلى :
لا يخفى على أحد انتماءات رئيس أوكرانيا العرقية إلى اليهود ، وما تمثله حكومته وقوتها الاقتصادية من امتداد اقتصادي عالمي للصهيونية العالمية ، ولذلك تناصرها قوى الاستكبار والاستعمار العالمي بكل ما أوتيت من قوة.
ودخول آل سعود على الخط بمناصرة يهود أوكرانيا دليل جديد على الأواصر العميقة التي تربط منافقي الأمة الإسلامية باليهود ومن يقف وراءهم من المستكبرين.
إن الانقسامات والتحالفات التي يشهدها العالم تلقي الضوء على طبيعة كل معسكر، وتجعل اللبيب على بصيرة من أمره، فيميز بسهولة بين خط الإيمان وبين خط الكفر والنفاق الذي تحمل رايته الولايات المتحدة (الشيطان الأكبر) في خدمة الصهيونية وتغذية الغدة السرطانية في سبيل تركيع الأمم والشعوب وإخراجهم من ولاية الله (النور) إلى ولاية الطاغوت (الظلمات) .
قال الله تعالى:
{وَمَن یَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ}
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥٦]
سليمان منصور