أخبار السودان :
اعلاميون سودانيون ينتقدون الجزيرة
اثنان وعشرون اعلاميا سودانيا مهروا بيانا على شكل نداء موجه الى مجلس ادارة قناة الجزيرة ، يطلبون فيه اتخاذ القناة منحي ايجابيا في تعاطيها مع الملف السوداني ، في ظل الحرب الشرسة التي تعصف بالبلد ، وبعض الاسماء خطها السياسيى واضح ، مما يجعل من المفهوم ان يطلبوا من قناة الجزيرة طلبا واضحا ان تتوقف عن ترجيح كفة موقف فصيل سياسي معين في البلد ، لما في ذلك من خطر يتمثل في تسعير الفتنة ، وصب الزيت على نار الحرب ، مما يعود على الجميع بالخسران الكبير ، وذلك بحسب تصورهم الناشئ من موقفهم السياسي
وابتداء نقول انه لاخلاف حول اهمية الدور الذي تمارسه المحطات الاعلامية في صناعة الراي العام وتشكيل الملامح العامة لاى رؤية يراد لها ان تسود ثم ضخها واستخدام مختلف الوسائل الممكنة لممارسة عمل اعلامي محترف قد ينجح في كثير من الأحيان في تغيير الحقائق وتزوير المواقف وتوجيه الرأي العام لتبني رؤي تستند في الاصل الى فبركات لا وقائع على الارض.
وقناة الجزيرة ليست استثناء في هذا الباب ، بل لعبت دورا محوريا في قيادة خط متعوب عليه يخدم في النهاية مشاريع التسوية والقبول بالتطبيع ، وصولا الى سيادة هيمنة الثقافة الغربية ومشروع التفتيت ، ومنع مواجهة اسرائيل ، والتصدي بشكل او اخر لمشروع المقاومة ، واي متبن لمشروع مواجهة خطر الغرب المتآمر ، والشواهد كثيرة على الدور التآمرى للاعلام العربي على الامة وتصلح قناة الجزيرة نموذجا في هذا الحديث
وقد طلب هؤلاء من ادارة القناة ان تقف موقفا يليق بها كرائدة في مجالها ، ومما ورد في خطابهم :
نلحظ أن الخط العام للقناة يميل بشكل واضح نحو التركيز على رأي واحد من حيث الاستضافات أو التقارير بشأن السودان . ونرى أن الأمر ربما كان مرده إلى تحيزات وتوجهات بعض الموظفين في القناة من أصحاب التوجهات السياسية الضالعة تنظيماتهم في هذه الحرب، ويمارسون تحيزاتهم وتوجهاتهم تحت غطاء المهام الروتينية العادية لوظائفهم واستطاعوا بذلك فرض خط ورؤية أحادية، جعلت من القناة وكأنها تمثل صوتاً واحداً، وتتبنى موقفاً منحازاً إلى جهة سياسية محددة في هذه الحرب . مما انعكس على الأداء الإعلامي للقناة، وقدح في مصداقيتها، وشوه صورتها التي بنتها بجهد وأنفقت الأموال في سبيل ذلك
واردف البيان يقول :
ومن واقع احترامنا وتقديرنا لهذه القناة، ومن باب الحرص المهني على واحدة من أهم القنوات العالمية والعربية، نتوجه إليكم بأن يتم إعادة النظر في السياسة التحريرية لقناتكم فيما يتعلق بالمواقف المختلفة من الحرب في السودان، وتحري الحقيقة الإعلامية والصحفية، وهذا لن يتم إلا بمراجعة التكتلات السياسية والاجتماعية لأصحاب الرأي والرؤية المشتركة داخل إدارات القناة، ومحاولتهم لتشكيل رؤية للقناة تخالف خطها العام، والإفلات بهذا الفعل غير المهني من خلال دسه داخل دولاب العمل اليومي العام، وأن تعود القناة الي سابق عهدها
وفي وقت نسعى فيه جميعاً للسلام، ستعرقل تلك الأفعال جهود السلام، لما للجزيرة من تأثير ملموس على الرأي العام في السودان، إضافة إلى أنه سيؤثر سلبا على الصورة الزاهية لقناة الجزيرة في أوساط السودانيين.
سليمان منصور