إلى متى العبث بارواح الناس
شعر الناس بصدمة شديدة الاسبوع الماضى ، وهم يشاهدون فيديو لاحدى مركبات الشرطة ، يقودها السائق بتهور شديد ، أو لنقل بإصرار واضح على إصابة المتظاهرين ، إذ كان السائق يتعمد دهس المحتجين ضمن سلسلة الاحتجاجات المتواصلة منذ انقلاب البرهان .
ومن المعروف أن هذه الاحتجاجات كانت ومازالت سلمية بعيدة عن مظاهر العنف ، لكن ابت بعض الجهات الا إلحاق الأذى بالمحتجين ، وجاء تصرف هذا السائق المجرم ليثبت أن البعض يعملون جاهدين لإجهاض الثورة ، وتخويف الشباب الثائر من الاستمرار فى مسيرته النضالية لإسقاط الانقلاب .
يومها دهس السائق المجرم أحد الثوار واسقطه قتيلا ، وفى غمرة غضب الناس على الشرطة ، أو لنقل على السائق المجرم ، صدر بيان عن وزارة الداخلية ، يرفض ما أسماه التصرف الفردى لقائد عربة الشرطة ، واعدا باجراء تحقيق شامل ، ومتوعدا بمعاقبة الجانى وردعه .
ولم يقف الناس عند هذا الحد بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بمطالبتهم أن لا تقتصر المحاسبة على الجانى فحسب وانما دعوا إلى أن تمتد المساءلة وتشمل العقوبة العديد ممن ثبت تورطهم فى ملاحقة الثوار والتنكيل بهم ، والعدوان عليهم ، وهو بكل اسف ما ظل يحدث يوما بعد يوم منذ انقلاب البرهان فى الخامس والعشرين من أكتوبر.
وعلى الرغم من الغضب الشعبى العارم ، ورغم بيان الشرطة باستنكار ما حدث ، وتوعدها بمعاقبة المجرم الا أن حالات دهس جديدة بعربات القوات النظامية قد شهدتها الخرطوم
فى مليونية الخميس الماضى ، فقد أعلنت لجنة أطباء السودان عن 98 إصابة في مليونية الثاني عشر من مايو، من بينها 13 إصابة بطلق ناريّ متناثرـ مرجّح أنّه بسلاح خرطوش.
وقالت اللجنة بحسب تعميمٍ صحفي ، إنّ من بين الإصابات 13 حالة إصابة في الرأس بعبوات الغاز المسيل للدموع و5 حالات إصابة بقنابل صوتية، و3 حالات دهس بعربات تتبع للقوات النظامية.
وشهدت الخرطوم مظاهرات الخميس تنديدًا بالانقلاب , ومطالبة بعودة الحكم المدنى ، ورفضا لاستهداف الثوار ، الذي دأبت السلطة الانقلابية عليه منذ انقلابها المشؤوم.
أن تكرار عمليات الدهس للمواطنين بواسطة مركبات القوات النظامية يؤكد أن الجهة التى تستهدف الثورة والثوار مصرة على ما تعمله ، فى تحد واضح للارادة الشعبية ، وفى استهتار بكل الالتزامات والعهود التى قطعتها الشرطة على نفسها .
الى متى هذا العبث بارواح الناس ؟ والى متى يواصل المجرمون جرائمهم دون حسيب أو رقيب .؟
سليمان منصور