أخبار السودان :
دعونا من الاصطفاف ولنبحث عن حل
يخطئ من يقول ان هذه الحرب يمكن أن تخدم غرضه وخطه السياسي وتجعل الأمر مستقرا له ، فمن يزعم انه يستطيع هزيمة غريمه وازاحته من الساحة فهو بلا شك واهم ، إذ انه اما يخدر نفسه ويخدع انصاره او جاهل غير مدرك لطبيعة الأمر ، ومن السخف في هذا الباب تكرار الحديث عن مسالة انهاء دولة 56 لان ما يحدث الان على الأرض لا علاقة له بهذا الادعاء الفطير.
ان المتصارعين اليوم لايبحثون عن مصلحة البلد وتنميتها وتطويرها وإنما يدخلون الحرب بحثا عن مصالح تخصهم سواء كانت مصالح شخصية او حزبية وتخدم الكيانات التي يتبعون لها وهؤلاء ابعد الناس عن التعويل على إصلاح يمكن أن يحققوه.
انظروا إلى الفريقين كيف يربطون الإصلاح والتاسيس باقصاء أو إلغاء الاخر ، وهذا الأمر يعقد المشكلة وليس فقط لايسهم في حلها.
ومن الواضح جدا انه ليس من بين أهداف المعركة عند الطرفين التنمية والاستثمار والخدمات فكلاهما يسعي لتشكيل حكومة ينفرد فيها بالسيطرة ومن يتحالف معه ويقبل بوضعه كسلطة عليا متنفذة عليه ان يرضخ ويخضع حتى دون نقاش ، وبهذه الطريقة لن نتمكن من بناء الوطن.
ان اطراف الصراع قد اتخذت من مؤسسات الدولة أدوات للوصول إلى مصالحها ، ولو أنهما اعتنيا بمؤسسات الدولة وتقويتها واشتغلا على قيام عمل جماعي عبر منظمات مدنية في مجالات الاقتصاد والتنمية والخدمات ووضعنا خططا مع المدراء العامين والوكلاء في مجالات الخدمات والتنمية المحلية ، كذلك لو أنهما عملا على تفعيل الجمعيات الزراعية الصغيرة وبيوت خبرة في كافة المجالات لتقديم الاستشارات ووضع الدراسات لنهضا بالبلد ، ويمكن أن تنصرف الأحزاب لتدريب كوادرها واعلامييها وعضويتها ، ويلزم أن يفرقوا بين الدولة والحكومة وان يحددوا برامج تفرق بين العام والشخصي والحزبي والوطني ، ويجب أن تنشأ كتل منظمة موازية للاحزاب من المهنيين ( زراعيون بياطرة مهندسون معلمون الخ) وتهتم هذه المجموعات بالانتاج ، وكذلك تقام مراكز دراسات للنهضة الاقتصادية.
سليمان منصور