أخبار السودان :
قدرات اقتصادية كبيرة للدعم السريع
واهم من يظن ان الحرب الحالية قامت بشكل أساسي لقطع الطريق امام التحول الديموقراطي وان رفض الإسلاميين للاتفاق الإطارى وتهديدهم باسقاطه بالقوة يقف خلف تفجر النزاع الحالى بصورة أساسية.
ولا يمكن نفي تداخل هذا العامل مع عوامل اخري أدت إلى تفجر الصراع والوصول بالبلد الى هذا المنزلق الخطير لكن مايلزم التأكيد عليه ان الدعم السريع يعمل أداة بيد الاخرين الذين يسعون لتنفيذ خطط بعيدة وان الأسباب الظاهرة التي يتم تناولها في الحديث عن الحرب ليست الا أسبابا ثانوية ، وان المؤامرة أكبر من ذلك.
ولنفهم جزء من المشهد يلزم ان نشير إلى محاولات الدعم السريع إلى السيطرة على اقتصاد السودان كمقدمة لازمة للسيطرة على كل الأوضاع في البلد وانه سواء كان يعلم بمخططات الأعداء لتوظيفه في تنفيذ مايريدون ام لا فإنه وفر لهم الفرص المناسبة لإكمال مخططهم.
ونتحدث عن جوانب من مساعي الدعم السريع للسيطرة على اقتصاد البلد ووضع مواردها بيده ما امكنه ذلك إذ انه سيطر مبكرا على المعادن والمصارف، وعلى التجارة، وخصوصاً تجارة السلع الرئيسية، مثل البترول وغيره، وسعى للتحكم في الموانئ والزراعة، ومكنه ذلك من صناعة امبراطورية مالية ضخمة وعمل بها على تسليح نفسه وتقويتها ومن جانب آخر عمل على شراء الذمم ودفع مبالغ طائلة لجعل كثيرين يغيرون رؤاهم ومواقفهم التي تعارض تمدد سيطرته او على الاقل يسكتون عن تقوية نفوذه ولا يعترضون على ذلك او يعيقونه.
وفي أشهر الحرب قام الدعم السريع بتدمير القدرات الاقتصادية لسكان السودان ، فنهب ثم أحرق ودمر المصارف والأسواق والمناطق الصناعية والمتاحف ومراكز الدراسات والبحث العلمي، مغيرا بذلك المراكز المالية لمصلحة منتسبيه ومؤيديهم امعانا في انهاء وضع كان سائدا ويشكل استمراره عائقا امام تمدد الدعم السريع وتقوية نفوذه.
سليمان منصور