إن انفرط عقد الأمن فى بلد ما ، وأصبح الفرد غير آمن على نفسه وأهله ، فما من سبب يدعوه للبقاء فى هذا البلد ، ومن المعروف ان الناس يمكن أن تتحمل وتضغط على نفسها ، وتغض الطرف عن كثير من المشاكل التى تحيط بها وتنغص عيشها أملا فى اصلاح الحال واستقرار البلد وانتهاء فترة الشدة ، لكن عندما يصل الأمر إلى أن تتجول العصابات المسلحة وتمارس النهب والترويع وصولا إلى القتل احيانا ، وان يكون ذلك داخل المدن والقرى والاحياء فهذا امر يدعو بنفسه إلى واحد من اثنين ، اما ان يحمل كل شخص سلاحه ، يدخل ويخرج به ، فينتشر السلاح بين ايدى الناس ، ويصعب ضبط الجميع ، مما يؤدى لاسمح الله إلى انتشار الفوضى وانعدام الامن والاطمئنان بشكل حقيقى ، او ان يعمد اى شخص إلى ترتيب أوضاعه والهجرة وترك البلد ، ومن المعروف ان الخيار الأول صعب ، وليس بإمكان اى انسان تنفيذه ، وان اتجه له البعض لكنه يبقى ليس الحل المناسب ، اما الخيار الثانى فلا يقل صعوبة عن الاول ، وآثاره وما يترتب عليه بنفس خطورة سابقه ان لم تكن أخطر.
سمعنا عن زوار الليل ، وسرقات الخلسة ، ولصوص الأحياء الذين ينشطون احيانا نهارا بحسب الظروف التى تكون سائدة فى المكان المستهدف ، وكل هذا أمر عادى ولايكاد بلد ان يخلو منه إلا ما رحم الله ، لكن ان تتحرك العصابات فى وضح النهار ، وافرادها مسلحون ، يتحركون جيئة وذهابا على مراى من الناس ، ويهددون أصحاب المنازل والمتاجر ، ويرغمونهم على تسليم مقتنياتهم ، فهذا ما لا يمكن القبول به قط ، ولايمكن اطلاقا إيجاد عذر للجهات الأمنية بشكل عام، والشرطة على وجه الخصوص ، وهذه العمليات تتكرر فى كل يوم ، فمن مدينة لأخرى داخل ولاية الخرطوم ، وفى نفس المدينة من حى لآخر ، يحدث كل هذا ويفقد الناس مقتنياتهم ، وقبل ذلك يفقدون الأمان والاطمئنان والثقة فى الشرطة ، والجهات الامنية المختصة ، بل قد تقوم هذه العصابات المجرمة بقتل الناس دون أن يطرف لها جفن فانا لله وانا اليه راجعون.
مسؤولية الشرطة كبيرة جدا ، ولن يقبل هذا الشعب الصابر المحتسب ان
تحدث هذه الجرائم دون الإيقاع الفورى بمرتكبيها مما يفاقم ازمة الناس المازومين اصلا.
ومما يبعث على السرور ان شرطة ولاية الخرطوم القت القبض على عصابة مسلحة تستغل عربة أفانتي حاولت نهب بقالة ، وفي وقت وجيز
تمكنت الشرطة ممثلة في قسم شرطة الدروشاب ومباحث محلية بحري من القبض على عصابة مسلحة أثناء محاولتها نهب بقالة بشارع المعونة بمنطقة الكدرو شمالي بحري.
وأوضح اللواء شرطة تاج الدين حبيب الله مدير شرطة محلية بحري في تصريح (لإعلام شرطة ولاية الخرطوم) أن تفاصيل الضبطية تعود الى ورود بلاغ من أحد المواطنين لغرفة إتصالات النجدة عن وجود مجموعة من المتهمين تعمل على كسر بقالة ونهب محتوياتها بعد تهديد صاحبها بمنطقة الكدرو ، وفور وصول البلاغ لقسم شرطة الدروشاب تم تحريك دورية بقيادة ضابط من قوة القسم والمباحث لموقع الحدث ، وفور وصول القوة أطلق المتهمون اعيرة نارية تجاه القوة للهروب بواسطة العربة وتمت مطاردتهم وإطلاق النار على إطارات العربة مما أدى إلى تعطلها عند مدخل جسر الحلفايا حيث اسفرت المطاردة عن اصطدام عربة المتهمين بحاجز الجسر والعامود الكهربائي عند محاولتهم الالتفاف بالاتجاه المعاكس وقام المتهمون بالهروب داخل حي الحلفايا وتمت مطاردتهم والقبض على أحد المتهمين ومن خلال عمليات التفتيش بالمنطقة تم القبض على المتهم الثاني داخل أحد المنازل المهجورة بعد إرشاد المواطنين كما تم ضبط العربة المستخدمه لعمليات النهب وأدوات الكسر ( مقص وعدد من الأسلحة البيضاء) واسترداد الخزنة والبضائع المنهوبة من البقالة وتحريز عدد من المعروضات بواسطة فريق مسرح الحادث وتم فتح بلاغ في مواجهة المتهمين تحت المادة ( ١٧٥ / ١٦٧ ) من القانون الجنائي لتكملة إجراءات التحري ومقارنة البلاغات المماثلة بالأقسام الشرطية بالعاصمة .
من جانبه أكد اللواء شرطة ياسر عبدالرحمن مدير دائرة الجنايات أن سرعة التبليغ لشرطة النجدة اسهمت في القبض على المتهمين في زمن وجيز مبيناً أن المواطن يعتبر شريك أصيل في منع الجريمة بأعتبار أن الأمن مسئولية الجميع مشيداً بتعاون المواطنين مع الشرطة والإنجاز الذي تحقق مشيراً إلى مضي الشرطة في منع وإكتشاف الجريمة عبر خططها الإطارية والتفصيلية.
شرطة ولاية الخرطوم تستحق الاشادة ولابد ان يقف الجميع مع الشرطة فى هذا الظرف الحرج حتى نتجاوز جميعنا الازمة وتعود بلدنا امنة مطمئنة.
سليمان منصور