أخبار السودان :
مبادرات وطنية تضيئ عتمة الحرب
في الوقت الذي تعاني فيه اعداد كبيرة من الشعب السوداني من ويلات الحرب ، ويدفعون ثمن صراع لا دخل لهم به ، ولا شان لهم فيه ، في هذا الظرف العصيب هناك العديد من المبادرات الإنسانية الجميلة التي ولدت في هذا الوقت الصعب ، وسعت الي تخفيف اثار الحرب ، بقدر ما يستطيع القائمون على أمر هذه المبادرات ، وكل من موقعه ، يهدفون الي مساعدة أهلهم الذين يقاسون مع هذه الأوضاع الصعبة المحتاجة الي تكاتف وتعاون الجميع ، حتى يتجاوز الوطن هذه المحنة ، وتتوقف الحرب اللعينة ، ويعود للبلد الأمن والأمان والسلام والاطمئنان.
بعض الشباب تراهم وقد انتظموا في دوريات نهارية ومسائية في احيائهم ، همهم الأساس توفير الأمن للحي ، ومنع التفلتات ، وحماية الممتلكات ، والحيلولة بين اللصوص وانتهاك حرمة البيوت ، والعبث بمحتوياتها ، وسرقة مقتنياتها ، هؤلاء الشباب في نشاطهم هذا إنما يعلون من قيمة العمل الجماعي ، ويطبقون عمليا مقولة ان توفير الأمن في الحي مسؤولية اهله ، خاصة مع غياب الشرطة ، هذه المبادرة التي شهدتها العديد من الاحياء تستحق الاشادة بها ودعمها وتشجيعها.
وراينا في بعض المدن التي قصدها الخارجون من الخرطوم نجاة بانفسهم من جحيم الحرب ، راينا منظمات طوعية تتشكل ، وعشرات الشباب من الجنسين ينخرطون في العمل بهذه المنظمات ، تهيئة وترتيبا وتنظيما لمواقع يستقبلون فيها من قصدوا مدينتهم ، وخاصة اولئك الذين لا اهل ومعارف لهم في هذه المدن ، ووصلوها وليس في اذهانهم تصور معين لكيفية ترتيب أوضاعهم ، وهؤلاء يتم استقبالهم وتوفير وجبة لهم ويقضون بقية نهارهم وليلتهم في هذه الأماكن المهيئة ، ويخرجون صباحا لترتيب أوضاعهم.
آخرون أخذوا على عاتقهم مهمة خدمة المرضى ومساعدتهم ، وتهيئة الظروف الملائمة ليتلقى هؤلاء المساكين الخدمة العلاجية التي يحتاجونها ، وذلك حسب مايتوفر من إمكانيات ، وحقيقة قدمت هذه المجاميع التطوعية افضل خدمة ممكنة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلد.
ومع نشوب هذه الحرب اللعينة ، وتعرض العديد من الخدمات للتذبذب كالماء والكهرباء – ، وانقطاع الإمداد بالكامل عن بعض المناطق – ، مع هذه الأوضاع تحرك شباب في العديد من الأحياء ، وأحيانا يخاطرون بارواحهم في سبيل معالجة الأعطال المقدور عليها ، وقد راينا كيف تمكن هؤلاء الشباب المجتهدون المضحون كيف تمكنوا بفضل الله تعالى من إصلاح بعض الأعطال ، وعلاج بعض المشاكل ، واعادوا الإمداد الكهربائى والمائي إلى أهلهم المنكوبين الصابرين.
بعض آلوا على أنفسهم ان يساعدوا المحتاجين الذين قرروا السفر ولم تسعفهم ظروفهم. بذلك فتم – وبقليل – من التنسيق توفير فرص لسفر امن مريح إلى اكثر من جهة سواء بالتنسيق مع بعض اصحاب العربات الخاصة لياخذوا معهم بعض الراغبين في السفر او يوفرون قيمة تذاكر سفر لمحتاجين متعففين.
هذه وغيرها من المبادرات التي تشبه بعضها لا شك كلها تصب في مصلحة الجميع وتستحق الإشادة بها وشكر كل من أسهم فيها باي شكل من اشكال المساهمة حتي رات النور وأصبحت وجودا ظاهرا استفاد منه الكثيرون ، ونسأل الله أن يعين الجميع ويلطف بهم ويجعل كل الأمور إلى خير.
سليمان منصور