أخبار السودان :
لماذا النيجر؟
احتلت الاحداث في النيجر مقدمة الاخبار في كبربات وكالات الانباء والفضائيات في الاسبوع الاخير من يوليو ، وما زالت احداث هذا البلد تحوز على اهتمام المحيطين الاقليمي والدولي ، وصولا الى الحديث عن تدخل عسكري دولي يسهم في وضع حد للاضطراب الذي حدث ، وقول البعض ان اي تدخل يمكن ان يحدث المقصود به الانتصار لحكومة الرئيس المعزول محمد بازوم باعتباره حاكما منتخبا ، وجاءت التهديدات والتهديدات المضادة بالتدخل العسكري في هذا البلد من دول الجوار ومن دول اخري خارج الاطار الجغرافي ، وعلى راسها فرنسا وروسيا ، وباعتبارهما اصلا يخوضان صراعا كبيرا على اكثر من جبهه ، وميدانه الواضح الان اوكرانيا ، والنيجر ساحة اخري من ساحات الصراع بين الكبار وقد اختيرت
ميدانا للنزال
ولسائل ان يتوقف طارحا استفساره ويقول لماذا النيجر تحديدا ؟ ولم وقع عليها الاختيار ساحة لصراع الكبار؟
اذا وضعنا جانبا القول ان النيجر كموقع جغرافي تحتل حيزا مهما واستراتيجيا في الغرب الأفريقي ، وهي بمساحتها الشاسعة وصحاريها المترامية تشكل بعدا اخر من ابعاد جلب الاهتمام بها فان بعدا اخر مهما جعل النيجر محط اهتمام الكبار فى العالم ، فهذا البلد الفقير الذي لايتمكن من توظيف موارده بالصورة التي توفر الرخاء لمواطنيه ، هذا البلد يعتبر
ثالث أكبر منتج لليورانيوم عالمياً ومصدّراً رئيساً له، وتزوّد النيجر أوروبا بـ20% من حاجياتها من هذه المادة الأساسية لتشغيل المفاعلات النووية، وبالأخصّ تلك التي تنتج الطاقة الكهربائية كما هي الحال بالنسبة إلى فرنسا.
لذا لا نستغرب اهتمام فرنسا الكبير بهذا البلد واستعدادها لفعل اي شي يضمن بقاء نفوذها هناك لان اي تضعضع لوجود فرنسا هناك يعنى اضطراب وصول الوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها النووية وبالتالى تذبذب الامداد اىكهربائي في كل الجمهورية.
وتتضح أهمية النيجر للفرنسيين اذا علمنا أن 75% من حاجة فرنسا من الكهرباء تنتج من الطاقة النووية التي يولدها 56 مفاعلاً نووياً اعتماداً على اليورانيوم المستخرج أغلبه من مناجم سومار (SOMAIR) وكوميناك (COMINAK) وسومينا (SOMINA) قرب مدن أغاديز وأرليت وأكوكان شمال النيجر. وأكثر من كل الشركات الأخرى، تستغل المجموعة النووية الفرنسية “أورانو” (ORANO) (أريفا سابقاً) اليورانيوم في النيجر منذ 50 عاماً.
سليمان منصور