أخبار السودان :
عقبات استعادة النفوذ الفرنسى في النيجر
مافتئت فرنسا منذ الاطاحة برئيس النيجر المعزول محمد بازوم – وهو احد حلفائها الاساسيين في القارة الأفريقية – ، ما فتئت تبحث بكل السبل عن استعادة نفوذها ، وهي غير مستوعبة قط لاحتمال فقدانها هذا البلد ، وبالتالى خسارة امتيازات كبيرة حصلت عليها بطرق بعضها مشروع وغالبها غير مشروع.
وقد عمدت باريس الى التحرك على اكثر من صعيد وعلى جبهات عدة لتحافظ على نفوذها الذي احست بتضعضعه بل وفقدانه مع حدوث التغيير ، وهي في سبيل ذلك لا تمانع حتى من التوافق مع النظام الجديد ان ضمنت ان ذلك يحقق لها مصالحها ، وهنا يتضح كذب فرنسا والغربيين عموما في ادعائهم مناصرة الديموقراطية ودعم الرئيس المعزول والعمل على اعادته للسلطة بعنوان انه منتخب من الشعب ويعبر عن ارادة الناس ، لكنها تبقى كذبة كبرى لمن يعرف فرنسا والغربيين الذين لا تهمهم غير مصالحهم وفي سبيلها يمكن ان يتنكروا للمبادئ.
تحركت فرنسا ، عبر ضخ اعلامي واسع جدا وكبير ومؤثر ، بهدف صناعة راى عام محلي وافريقي ودولي مناهض للتغيير الذي شهدته النيجر ، مع التركيز على شيطنة النظام الجديد واسقاطه من الاعتبار والمقبولية عند الناس ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فقد نشطت الدوبلوماسية الفرنسية في حشد التاييد الاقليمي – عبر حلفائها الخاضعين لها او لنقل المتوافقين معها – في اكواس ، وعبر اخرين في القارة وخارجها خاصة الغربيين ، نشطت باريس في حشدهم لخطتها تغيير الوضع القائم الان في النيجر ، ولو عن طريق القوة حال فشلت الطرق السياسية والدوبلوماسية ، وبالفعل نفذت باريس طلعات جوية محدودة لمهاجمة بعض المواقع في هذا البلد مما ادي لاعلان نيامي موقفا حادا جعل باريس تتاني لانجاز المهمة تحت مظلة اوسع ، ولا تنفرد هي بذلك تفاديا لاي ضرر محتمل.
واخر محاولاتها السعي وعبر وسطاء متعددين لاقناع الجزائر بالسماح لها باستخدام مجالها الجوى لعبور طائراتها العسكرية ، سواء للهجوم مباشرة على النيجر او تقديم مايلزم لدول اكواس حال تدخلها العسكرى الذى تنوى تنفيذه بالتنسيق مع فرنسا لتغيير الاوضاع في النيجر ، لكن باريس اصطدمت برفض جزائري قاطع وغير قابل للنقاش حوله او مراجعته ، وذلك بمنعها المطلق استخدام اجوائها لمرور الطائرات العسكرية الفرنسية للهجوم على النيجر ، او لاى سبب اخر ، ومن المعروف ان الجزائر ومنذ مدة اتخذت قرارا ورفضت الحوار مع الفرنسيين حوله ، ويقضي هذا القرار بمنع الطائرات العسكرية الفرنسية من عبور اجواء الجزائر.
هذا السبب وغيره يشكلان عقبات تحول دون استعادة فرنسا نفوذها المفقود في النيجر.
سليمان منصور