أخبار السودان :
عجز قادة الطرفين عن حسم التفلتات
بات واضحا لدي المراقبين في الداخل والخارج كيف ان التفلتات التي تحدث على الأرض ويعجز قادة الطرفين المتحاربين عن حسمها ووضع حد لها تزيد من معاناة الناس ، هذا ان صدقنا زعمهم انهم ضدها ويعارضونها ولايقبلون بها ، خاصة ادعاءات قادة قوات الدعم السريع التي تتكرر مع حدوث العدوان على المواطنين في اي منطقة يدخلونها وما اكثر قري ومدن ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان ودارفور التي عاث فيها الدعم السريع قتلا ونهبا وسرقة وفسادا ، وايضا وقعت اعتداءات من افراد الجيش على المواطنين في اكثر من منطقة من مناطق سيطرتهم ، والعجز عن ايقاف هذه السلوكيات المشينة بحق المواطنين يعتبر تورطا مباشرا في العدوان من طرفي الحرب ِ
وقد راينا مثلا فيديو لاحد المواطنين الابرياء البسيطين وهو يتعرض للتعذيب والإهانة من قبل فرد من الدعم السريع في مدني ، وتمر سيارة بها افراد من قوات الدعم السريع لكنهم يكتفون بالضحك والمزاح مع زميلهم دون ان تأخذهم رأفة بالمواطن المسكين المغلوب على امره.
وكانت صورة مؤلمة تلك التي تم تداولها لتعذيب هذا الانسان من عسكري دعم سريع، وتناول الناشطون بيانا منسوبا للجان مقاومة الدندر ، يتحدث عن اعتقال أحد أعضاء اللجان بواسطة استخبارات الجيش ، وبيان اخر منسوب للجان مقاومة الكدرو تنعى فيه أحد عضويتها ، الذي قتُل اثناء معركة يخوضها إلى جانب الجيش ، بواسطة طلق ناري من قناص يتبع للدعم السريع ، وبيان ثالث من حزب البعث ينعى عضواً فيه قُتِل في معتقلات استخبارات الجيشِ.
ان هذه التجاوزات تكشف جزءا من
حجم المصاب الذي يعانيه البلد وإنسانه من طرفي هذا الصراع ، وهما لا يقيمان وزناً لكرامة الإنسان، ولا يحترمان حقه بالحياة.
ان من البؤس الواضح والخطأ الفادح والظلم البين ان يقف شخص يحترم نفسه ويصدق معها ان يقف مع
مُجرمَين قتِلَة ، وهذا هو وصف طرفي الصراع ، فكيف ياتري ندعي تبني رؤية سياسية تدعو للتحول المدني والكرامة الوطنية.
الانصاف يقول انه لا سلوك الدعم السريع يشي بالذهاب نحو تحول مدني ، ولا سلوك الجيش له علاقة بالكرامة بل هو للإذلال والإهانة الوطنية أقرب ، وان الاصطفاف بقوة مع كل طرف لايؤدى الا لبث الكراهية والإيغال في العنف واستمرار الحرب..
انها دعوة لعقلاء بلادنا ان يتعاملوا بأخلاق وواقعية ويدعون لوقف الحرب ، وتحوُّل مدني وحلّ المليشيات وتكوين جيش وطني ثم محاسبة المجرمين لاحقاً ، وإن نجت دعوات الذهاب لمصالحة وطنية شاملةٍ ، يتعالَي فيها الجميع على كثير من الجراح والآلام ، ليكسبوا وطناً فهذا قد يكون خيرا لهم.
سليمان منصور