أخبار السودان :
صور من تاثير الحرب على القطاع الصحي
اليس في اطراف الصراع رجل رشيد؟
اليس من بينهم من له قلب رحيم؟
الا يرون الى حجم المعاناة وتعدد صور المآسي التي نتجت عن هذه الحرب اللعينة؟ وما زالت هذه المصائب تترى على الناس ، واطراف الصراع غير مبالية بما وصل اليه حال الشعب المغلوب على امره ، (ويصدق عليها الوصف الدارج سدت دي بي طينة ودي بي عجينة) والله المستعان.
تحدثنا من قبل عن معاناة القطاع الصحي من هذه الحرب ، وما وصلت اليه البلد من ترد مريع ، ونواصل التطرق لبعض مآسي القطاع الصحي ، ونسال الله ان يلطف بالعباد.
تسببت هذه الحرب اللعينة في فقدان معظم الخدمات التخصصية الطبية وأصولها من الأجهزة والمعدات بولاية الخرطوم ، وهذا ضرر كبير يصعب جبره ، اضافة الى انعكاسه السالب علي تقديم الخدمات للناس بعد الحرب ، اذ قد تنعدم بعضها وحتي المتوفرة ستكون تكاليفها باهظة جدا ، الى حد قد يعجز كثيرون عن دفع الثمن والاستفادة منها في ظل العجز التام للدولة وعدم مقدرتها حتى قبل الحرب على الوفاء بالتزاماتها ، فكيف يصبح الحال بعد الحرب ياترى؟
ومن الآثار السالبة على القطاع الصحي نتيجة الحرب فقدانه المخزون الرئيس للإمداد الطبي من أدوية وأجهزة ومعدات تقدر بحوالي 500 مليون دولار ، وخروج اكثر من 100 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم وولايات دارفور ، بالإضافة إلى خروج المعمل المرجعي الرئيس بالبلاد عن الخدمة.
ان الاطراف المتحاربة مطالبة فورا بالتوقف عن الأعمال القتالية واستهداف المستشفيات واخرها مستشفي جبل اولياء بالخرطوم ومستشقيات النو والسروراب بام درمان ، وليعلموا ان هذا العدوان الذي يمارسانه انما يقع ضحيته المواطن المسكين ولا علاقة لاستهداف المستشفيات وسرقة الصيدليات بالعمل العسكرى ، وقد توالت الانباء عن ممارسة الدعم السريع للاعتداء على المستشفيات ومراكز الخدمات العلاجية ، وترافق ذلك مع عجز الجيش عن حمايتها وصد المعتدين فانا لله وانا اليه راجعون.
ويلزم قيام المجتمع الدولي والجهات المختصة من منظمات وهيئات
كمنظمة الصحة العالمية وكافة الشركاء من الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات المجتمع الدولي يلزم قيامها بما عليها من واجب دعم مجهودات تحسين الصحة العامة بالسودان.
سليمان منصور