أخبار السودان :
زواج افراد الدعم السريع.. قصة مؤلمة
سليمان منصور
مهما تحدث الانسان ووصف الظلم الذي يمارسه افراد الدعم السريع على الشعب السوداني فان الوصف يظل قاصرا عن تصوير الحقيقة كما هي ، ولن يستطيع احد نقل معاناة الناس كما هي ،اذ ان جرائم الدعم السريع دوما أصعب وافظع من ان تنقل كاملة. ونفرد المساحة اليوم لاب مظلوم يحكي كيف تزوج احد مجرمي الدعم من ابنته قسرا ، ويحكي ماتعرض له من التهديد بالسلاح والاقسى من ذلك تهديده باغتصاب زوجته وبنته امام عينيه ان لم يوافق، ونترك القارئ الكريم مع هذه القصة المؤلمة كما حكاها صاحبها المظلوم.
كتب ناقل القصة عن من حدثت له يقول إنتشرت في الٲوانة الاخيرة ظاهرة عقد العديد من عقود الزواج لعناصر مليشيا الدعم السريع الارهابية وبين حرائر من بنات الجزيرة بشكل نستطيع ان نجزم انه يرتقي لحجم الظاهرة و الكارثة ، وقيل : ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قال يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) كما في سنن الترمذي.
وهنا تكمن العديد من الاسئلة اين هو الخلق الحسن و اين الدين لأولائك الاوباش وهم يغتضبون الحرائر العفيفات الطاهرات ويقتلون الابرياء بدون ذنب ووجه حق..!!
حكي لي شخص – وهو من مواطني الجزيرة – وقال كان منزلنا يضج بضحكات بناتي الصغار وبدون سابق انذار دخلت عناصر المليشيا منزلي بعد ان اطلقوا اعيرة نارية واتلفوا باب منزلي بينما انا جالس بين زوجتي واطفالي القصر اربعة بنات تكبرهن الحسناء صاحبة الـ14ربيعاً وهي احدي الضحايا المليشيا يذكر لي قصته والنحيب والحسرة والدموع تكسوا عينيه يقول لي ان ابنتي حباها الله بالجمال، حين وصل عدد (6) من عناصر المليشيا لقريتنا باحثين عن المقتنيات ظلوا يبحثوا في منزلي حتي تحت أَسرة غرفته البسيطة وداخل دولاب الملابس المتهالك ، بينما بناتي القصر يخفين انفسهن تحت سرائر احدي الغرف بالمنزل عثروا عليهن واخرجوهن من مخبئهن واستدرجوا ابنتي الكبري، علماً بانهم اثناء بحثهم لا يسمحون لاي من افراد الاسرة ان يتحرك او يتجول رفقتهم الا في حالة تعذرهم عن ايجاد اي من المقتنيات حينها يهددون الحلقة الاضعف بالمنزل وغالباً ما يلجأون لتهديد احدي الٲبويين بقتل ٲبنائهم… وفي مشهد لا اوقعه الله علي احد منكم اخرجوا ابنتي واحدهم ممسك بشعرها وهي تبكي بصوت هستيري ركانت ترتدي الملابس التي تكون في العادة عليها كل فتاة بمنزل اهلها وهي تصرخ باعلي صوتها حتي بدٲ صوتها يبح مستنجدة بوالدها المكبل بحبال من يديه ورجليه محكم الوثاق وامها المقيدة بثوبها علي احدي اشجار المنزل وباقي جسدها منكشف بعد ان نزعوا ثوبهاو اصبحت ترتدي قميص قصير يظهر مفاتنها وهم يتحرشون بها وقد تناست ما يمكن ان يقع عليها من ٲذي في نفسها وظلت تستنجد بٲعلي صوتها وهي تترجي وتتودد لمن لا قلب لهم بكلمة، يا اولاد العم يا اخواني عليكم الله اتركوننا وشٲننا واننا اسرة بسيطة لا علاقة لنا بالجيش او اي قوة نظامية اخري واننا لسنا بالكيزان، يتبادل الترجي والتودد بين الام والاب سائلين الله ان ينجي ابنتهم من هؤلاء الوحوش الاندال .
اما عناصر المليشيا فقد ظلوا يتفوهون بعبارات والفاظ نابئه يعف اللسان عن ذكرها ثم يقولون للٲسرة انتم فيلول وكييزان، وبدٲ احدهم بوضع يده علي صدر ابنتي واخر يحاول احتضانها من الامام واخر يتحرش بها واخرون يتبادلون في اقتلاع شعر لحيتي مع الاهانة والاساءة والضرب، و هم يتناوبون ارهاب صغيراتي بتوجيه افوهة الاسلحة علي رؤوسهن…و كدت اموت وانا اسمع اصوات صغيراتي تتعالي كي ادافع عنهن، ومن ثم وضعوني بين خيارين لا ثالث لهما نزلت علي كالصاعقة وهي إما ان يغتصبوا ابنتي وزوجتي امام اعيني واطفالي حضور، و إما ان يٲتوا ويتزوجوا ابنتي عنوة واقتداراً يوم الجمعة بعد خمسة ايام من ذلك اليوم المشؤوم فما كان علي الا ان اوافق بكل سرعة علي شرطهم بزواج ابنتي وكنت ٲُمني نفسي في ايجاد الفرصة لاتمكن من الهرب انا واسرتي بعيداً بعد ان يتركونني وشٲني.
وبعد ان خرج المجرمون من منزلي بعد ان تلقوا موافقتي، اشترطوا علي و على افراد اسرتي عدم إبداء اي علامات تدل على عدم الرضا و القبول او تدل علي اننا مكرهين على الموافقة، كما افادوني بانهم سيقومون بتصوير لحظة الاحتفال ( العقد ) واشترطوا علينا ان نلبس افضل ما عندنا من ثياب وان نبتسم طوال فترة التصوير كما اشترطو احضار ثلاثة من الجيران لحضور مراسم العقد وبعدها اطلقوا وابل من الاعيرة النارية وغادروا منزلي…
تماسكت احدي صغيراتي بعد ان بذلت جهداً كبيراً في طمأنتهن واننا بخير و قد نجونا الحمدلله، حينها استطاعت احدي صغيراتي من فك تكبيلي وكانت دموعها تغطي وجهها فكل ما استطعت فعله، اني اجهشت بالبكاء واحتضنت ابنتي وكنت ازحف حتي وصلت زوجتي لاعلم كيف، و لكن الحمد لله خلصتها من قيدها… بعدها، اصابتني حالة من الذهول هل هذا حقيقي ام خيال، القصة تطول وتطول .
ولم تكتمل فرحتنا بمغادرتهم طويلا اذ جاءوا بعد دقائق معدودة وظلوا يحرسون منزلي بعربة كروزر مدججة بكامل العتاد الي يوم الجمعة وتم مافي مرادهم وعلي حسب شروطهم دون ان اتلقي اي مساعدة من اي شخص ولم اتمكن بالاستنجاد باي شخص ، والامثلة كثيرة واصعب تنكيلاً .