حتى لا تتضعضع الثقة فى الشرطة
من المقولات الراسخة فى أوساط اهل السودان ان الشرطة تمثل صمام الأمان لهم، إذ تحميهم ، وتمنع الفوضى ، وتضع حدا لتغلغل الجريمة وانتشارها فى البلد ، وبين المواطنين ، ودوما كان الناس على يقين بأن شعار الشرطة الذى ظلت ترفعه على طول الزمن وهو الشرطة فى خدمة الشعب ، ظل الناس مقتنعون انه كلام سليم ودقيق ، وان الشرطة حقا هى درع الوطن الواقى وسيفه الحامى. ويلزم على منسوبى الشرطة جميعا ، من أعلى مستوى فيهم إلى أدنى رتبة فى هذه المؤسسة العريقة الراسخة ، ينبغى عليهم جميعا أن يضعوا نصب أعينهم ، وبصورة اساسية ان يحافظوا على صورتهم الناصعة الجميلة فى اذهان الناس ، وان يكون هذا الأمر محل اهتمامهم ، ولا يسمحوا لأى سبب ان يجعل ثقة الناس تتضعضع فيهم ، فان هذه الثقة هى راس مال كبير وغال ، وان ضاع ضاعت الشرطة ككل. نقول هذا الكلام ونحن نقرأ بين حين واخر خبرا يمكن أن يسهم – لو تكاثرت مثل هذه الحوادث التى تناولها خبرنا اليوم – فى ضعضعة ثقة الناس فى الشرطة ، وخلخلة هذا البناء الراسخ. يقول خبرنا الذى نتناوله اليوم ان العقل المدبر لعمليات الاتجار بالبشر قد هرب من حراسة للشرطةوفى التفاصيل نقرأ :كشفت تقارير صحافية عن هروب العقل المدبّر للاتجار بالبشر في شرق السودان من حراسة نقطة ود بشارة بمحلية البطانة.وأفادت الانباء أنّ القوات المشتركة التي تعمل لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر وتهريب السلاح بمنطقة البطانة كانت قد ألقت القبض على العقل المدبر لتجارة البشر في عملية نوعية – وهو إثيوبي الجنسية – ، وتم توقيفه بمنطقة البطانة برفقة أربعة من تجار البشر بالمنطقة ، وعدد من الضحايا.إنه حقا خبر مؤسف ، ويدعو للحيرة ، فكيف لمجرم بهذه الخطورة ان يفلت من الحبس ويهرب ؟ الا يدعو ذلك للشك فى أفراد الشرطة الذين كان هذا المتهم الخطير فى قبضتهم ؟ الا يدعم هذا الخبر وأمثاله شكوك البعض حول ان الرشوة يمكن أن تجعل بعض رجال الشرطة يتخلون عن مهمتهم ، ويسهمون فى تعزيز شكوك الناس فيهم ، وضعضعة ثقتهم ، ويؤدى ذلك إلى انهيار هذه المؤسسة الكبيرة والمهمة؟على جميع أفراد الشرطة ، بمختلف مستوياتهم و رتبهم ، واين ما كانوا ، عليهم جميعا أن يقفوا بقوة ضد كل ما يشين صورتهم فى اذهان الناس ، وفى هذا مصلحتهم ومصلحة البلد قاطبة.
سليمان منصور
short_link:
Copied