فى إطار الرفض المستمر لقطاعات واسعة من الشعب السودانى للانقلاب المشؤوم الذى نفذه الفريق البرهان ومساندوه من مدنيين وعسكريين ، فى ظل هذا الزخم الثورى المتواصل خرج شباب السودان أو لنقل عدد كبير من شباب ولاية الخرطوم الخميس احتجاجا على إصرار السلطات الانقلابية على المضى قدما فى مشروعها الرامى إلى قبول الناس بسلطة الأمر الواقع والتعامل مع الحكومة الحالية كخيار لا مفر منه ومن ثم التفاوض مع العسكر على الاعتراف لهم بالحق فى التواجد باى تشكيلة قادمة أو نظام حكم يتوافق عليه الناس .
خروح الشباب ياتى تعبيرا عن رفضهم الانقلاب وتاكيدهم على ضرورة وحدة قوى الثورة والتهيؤ لتتويج حراكهم المستمر لقطف ثماره فى يوم السادس من أبريل (يوم النصر والتحرير) ، وتزامن ذلك مع ذكرى انتفاضة ابريل المجيدة التى أطاحت بالطاغية جعفر نميري وتنظيمه – الاتحاد الاشتراكى – ، ومن المعروف أن اعتصام القيادة مذروة سنام الثورة التى أطاحت بالبشير قد بدأ فى السادس من أبريل وكلها اسباب تدعو الكثيرين للتفاؤل بان السادس من أبريل لهذا العام لن يكون كما قبله وان هزيمة الانقلابيين أضحت مسألة وقت ليس إلا.
ومن المعروف أن الشباب الثائر ظل يقدم التضحيات الكبيرة فى سبيل تحقيق الهدف واستعادة الحكم المدنى الذى واده الانقلابيون فى الخامس والعشرين من أكتوبر ، وقد سقط عشرات الشهداء واضعافهم من الجرحى والمصابين إضافة إلى المعتقلين والمغيبين ، ومع أن السلطة الانقلابية ما زالت تستخدم العنف المميت تجاه الثوار السلميين ، إلا أن الثوار لازالوا متمسكين بسلميتهم التي أثبتت قوتها ضد الرصاص والترسانة الأمنية ، ومع البطش الرسمى المستمر إلا ان همة الثورة ما زالت متقدة ، إذ لم يبرد النفس الثورى ولم يقف القتل الممنهج الذى تمارسه السلطات الانقلابية لم يقف مانعا بين الثوار وحراكهم الثورى المستمر ، وقد نعت لجنة أطباء السودان المركزية إلى الشعب السودانى احد الشباب الذى قتل فى مليونية امس الخميس الحادى والثلاثين من مارس وهو الشاب عاصم حسب الرسول ذو الثلاث وعشرون ربيعا إثر إصابته بالرصاص الحي في الصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية ، وبذا يصل عدد الشهداء إلى ثلاث وتسعون شهيدا بحسب إحصاءات اللجنة منذ الانقلاب المشؤوم . وهاهى جذوة الثورة متقدة رغم عنف السلطة ووحشيتها.
بقلم: سليمان منصور