تخلخل الثقة بين حميدتى وقادة الجيش
منذ مدة ليست بالقصيرة والجفوة هى الظاهرة بين الفريق حميدتى وقواته من جهة ، وبعض قيادات الجيش من جهة أخرى ، خاصة اولئك المقربين من الفريق أول البرهان ، سواء كانوا فى مفاصل السلطة ومؤسسات الحكم او كان نشاطهم وعملهم منحصرا بالمؤسسة العسكرية ، وعلى الرغم من محاولات الفريق حميدتى وأخيه الجنرال عبد الرحيم دقلو تخفيف حدة الازمة ونزع فتيلها عبر اصدار تصريحات هادئة ، والقطع بأن اى مواجهة لن تقع بين الدعم السريع والجيش ، على الرغم من هذه الصورة الإيجابية التى يحرص الاخوان دقلو على ابرازها الا ان الواقع على الأرض يقول ان الفريق حميدتى غير مرتاح بل غير مطمئن لجنرالات الجيش ، وقد شعر حميدتى ان البرهان يعمل على ازاحته من المشهد تدريجيا ، وذلك على الاقل بسحب بعض الملفات المهمة منه وتسليمها إلى اخرين ، وابرز هذه الملفات ملف التفاوض والسعى لتحقيق السلام ، وملف الوساطة التى تضطلع بها الخرطوم بين جوبا ومعارضيها ، وهذان الملفان متداخلان ومتشابكان حتى كأنهما ملف واحد ، وكان يشرف عليهما ويتولى إدارتهما الفريق حميدتى ، وقد حاز على تفاصيل كثيرة فى هذه الملفات ، وعمل على تحقيق اختراق كبير ، وإنجاز شيئ يفرح اهل السودان ، ويبعد عنهم الاحباط والياس الذى لازمهم من كثرة تعقيدات ملف السلام ، نقول هذه الملفات كان حميدتى يشعر بأنه يمكن أن يسجل فيها نجاحا ، بل يعتبر نفسه قد قطع شوطا مهما فى هذا المجال ، ولو تركوه زمنا وجيزا لحقق بعض النجاح ، لكن الرجل ينظر إلى قادة الجيش وكأنما يحسدونه على نجاح أقترب ، ويرى الرجل ان سحب الملفات منه وتسليمها للفريق كباشى المراد منها قطع الطريق أمامه ومنعه من تحقيق نجاح كان يمكن أن يتحقق.
وقد تولى الفريق كباشى عمليا ادارة هذه الملفات إذ نقرأ فى الاخبار ما يلى :
توجه عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي اليوم إلى جوبا في زيارة رسمية لدولة جنوب السودان، يرافقه خلالها وزير الدفاع الفريق ياسين ابراهيم ياسين ووزير الخارجية المكلف السفير على الصادق.
وتاتي الزيارة في إطار الجهود المتواصلة للسودان في تحقيق الاستقرار في دولة جنوب السودان ومعالجة تحديات تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة بين الأطراف الجنوبية، بصفته رئيسا للدورة الحالية لمنظمة دول الايقاد وراعيا للاتفاقية وفقا لوكالة السودان للأنباء “سونا”.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” يتولي ملف اتفاقية السلام المنشطة بين الأطراف الجنوبية قبل تحويله إلى كباشي مؤخرا.
هذا الأمر احد اسباب تضعضع الثقة بين الفريق حميدتى وقادة الجيش.
سليمان منصور