أخبار السودان :
تحذيرات دولية من آثار صراع الخرطوم
هاهو الاسبوع الثالث على تفجر الصراع الدامى فى الخرطوم يوشك على الانقضاء ، والحرب ماتزال مشتعلة ، وقد أرهقت الناس ، واحالت حياتهم جحيما على جحيمها الذى كانت عليه اصلا.
ولايخفى على احد حجم المعاناة التى يعيشها الشعب السودانى ، والتعقيدات التى افرزتها الحرب ، والخوف من القادم الذى يرعب الناس ويقلقهم ، ويزيد مخاوفهم من المجهول الذى ينتظرهم.
ومن المؤكد ان اثار هذا الصراع لن تقف على السودان والسودانيين ، وإنما تنعكس على المحيطين الإقليمى والدولى ، كل بقدر ما يليه.
وفى هذا الصدد حذر برنامج الأغذية العالمى من أن العنف الدائر في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في كامل منطقة شرق أفريقيا ، سيّما أن الصراع دفع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان ، وأثار البرنامج الاممى تحذيرات من احتمال تفكك البلاد ، مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل ، مع ملاحظة ان هذا الصراع دفع دولاً أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها ، فيما تبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ نحو 6 آلاف شخص – معظمهم نساء – فرّوا من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في إثر الاشتباكات ، فيما تحدّث رئيس الوكالة الإنسانية للأمم المتحدة ، مارتن غريفيث عن وضع غير مسبوق في السودان.
واذا قرانا هذه التحذيرات والأرقام الواردة فيها نجد ان هناك مخاوف اكبر من هذه التى ذكرتها التقارير التى اوردنا ملخصات لها فى مقالنا ، نقول ان من الآثار السالبة لهذا الصراع الدائر فى الخرطوم تدفق آلاف المواطنين على دول مجاورة لم يذكرها التقرير ومنها مصر واثيوبيا وجنوب السودان وتشاد ، وفى هؤلاء – ان لم يكن اغلبهم – من سيعيش فى معسكرات اللجوء والآثار السيئة التى تترتب على هذا الوضع سواء طالتهم هم أنفسهم او الدول التى تستضيفهم.
ومن الاثار السالبة لهذا الصراع أيضا توقف الإنتاج الزراعى والصناعى فى مناطق عديدة من البلد مما يعنى زيادة اسعار منتجات زراعية وصناعية (وعلى راسها الاطعمة والأدوية ) كانت تأتى من السودان إلى بعض دول الجوار كمصر وتشاد وأفريقيا الوسطى واريتريا وجنوب السودان ، وهذه الندرة تخلق ازمات فى هذه البلدان ما كان لها أن تحدث لولا تفجر الحرب اللعينة.
سليمان منصور