بريطانيا تئن من وقع الاضرابات
مع مرور الايام ، واشتداد وطأة الأزمات في أوروبا ، لا تنفك الاخبار تتوالى عن تزايد المشاكل التى تواجه الاوروبيين في أكثر من قطاع فمن الغلاء الذي عم كل شيئ إلى ارتفاع تكاليف الطاقة ، مع الاتجاه للتقنين احيانا ، والذي يعنى عدم تناسب العرض مع الطلب ، مما يشير إلى عجز الحكومات والقطاع الخاص عن تغطية احتياجات الناس ، وصولا إلى اضراب بعض النقابات واتحادات العمال والموظفين ، وايضا ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية في بعض البلدان ، مما يؤشر الى سياسة سخط عام يمكن أن تؤثر في الأوضاع السياسية والاجتماعية والامنية في القارة العجوز ، وهذا ما يمكن أن يؤدى بدوره الي اضطرابات عامة يخشي الساسة في أوروبا من تأثيرها عليهم وعلى مستقبلهم.
ففي بريطانيا وويلز مثلا نقرا عن انضمام طواقم الإسعاف في قطاع الصحة إلى الإضرابات التي نفذتها اكثر من جهة ، إذ بعد إضراب قطاع سكك الحديد والنقل في بريطانيا، هاهى طواقم الاسعاف في القطاع الصحي تعلن الدخول في إضراب واسع في بريطانيا وويلز، عشية عيد الميلاد ورأس السنة ، في ظلّ رفض الحكومة قبول المطالب المتعلقة بزيادة الأجور.
ومن بين المضربين أيضا مسؤولو الاتصالات في إدارة الإسعاف مما يعني توقف الخدمة التي تديرها الدولة مما أصاب اغلب القطاع الصحي بالشلل والبلاد في احتفالات أعياد الميلاد ، وجاءت هذه الإضرابات في إطار تصاعد الخلاف على الأجور بين الحكومة ومجموعة من موظفي القطاع العام.
سلسلة الإضرابات هذه إشاعت شعورا بالبؤس في بريطانيا قبل الاعياد وذلك مع تهديد عمال السكك الحديد وشرطة مراقبة الجوازات أيضاً بإفساد عطلة الأعياد في ظلّ رفض الحكومة قبول المطالب المتعلقة بزيادة الأجور.
وبحسب مسؤولي النقابات والاتحادات العمالية فان الموظفين في جميع قطاعات الاقتصاد البريطانى يطالبون بزيادات في الرواتب لمواجهة التضخم الأعلى منذ عقود مع بلوغه حالياً، نحو 11% والذي نتجت عنه أسوأ أزمة غلاء معيشة في تاريخ البلاد.
وحذرت الحكومة من خسائر محتملة في الأرواح نتيجة الإضرابات، فيما حذّر مسؤولون في قطاع الرعاية الصحية من إجهاد نظام يعاني بالفعل من أزمة.
ولم يقف الامر عند هذا الحد إذ أضرب الآلاف من أعضاء الجمعية الملكية للتمريض في بريطانيا وويلز وإيرلندا الشمالية، قبل أيام وذلك بعد خمسة أيام فقط من إضرابهم الأول في خلال 106 أعوام من تاريخ الجمعية.
وزير الصحة البريطاني ستيف باركلي وفي مقال له في صحيفة “دايلي تلغراف اتهم النقابات بالتسبب بالأذى للمرضى.
من جانبها رفضت النقابات حديث الوزير واعتبرته مهينا وقالت إنّ عمال الإسعاف غاضبون من مثل هذه المحاولة الفظة والمهينة لتحويل الانتباه عن الفوضى الحكومية المستمرة في الخدمة الصحية الوطنية مهددة بتنفيذ المزيد من الإضرابات في العام الجديد اذا لم تستجب الحكومة.
سليمان منصور