أخبار السودان :
امريكا والصراع السوداني
هل يمكن القول ان أمريكا جادة في إعلانها البحث عن ضرورة التوصل لحل ينهي الحرب في السودان؟
نطرح واخرون هذا السؤال بعد تداول الخبر التالى :
دعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراء للمساعدة في إنهاء الصراع المستمر منذ عام تقريبا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت الولايات المتحدة إن الأطراف المتحاربة ارتكبت جرائم حرب وإن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون لمساعدات ونحو ثمانية ملايين فروا من منازلهم وإن الجوع يتزايد.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لرويترز في بيان “من الواضح أن هذه مسألة ملحة تتعلق بالسلام والأمن وتتطلب اهتماما أكبر من مجلس الأمن”.
وأضافت “يتعين على المجلس التحرك على عجل لتخفيف المعاناة الإنسانية ومحاسبة الجناة وإنهاء الصراع في السودان. الوقت ينفد”. لكنها لم تحدد الإجراء الذي يجب على المجلس المؤلف من 15 عضوا اتخاذه.
وياتي هذا الكلام الأمريكي بعد تفاقم المعاناة في حرب لايبعد ان تكون أمريكا نفسها هي احد المحرضين عليها او المساعدين على تدحرج الأوضاع بين الفرقاء السودانيين حتي يصطرعوا او على أقل الاحتمالات انها غضت الطرف عن الطرفين والحرب تطحن الشعب المسكين.
ولايقولن احد ان أمريكا بالاشتراك مع السعودية كانا يرعيان منبر جدة الذي ضم المتقاتلين في الأسبوع الثالث للحرب واعلن سعيه التوصل إلى اتفاق يوقف القتال لان أمريكا التي اججت الفتنة وساقت الأطراف المتحاربة بعلمها او جهلها وسذاجتها ساقتها إلى الاحتراب لا ترغب جديا في انهاء معاناة السودانيين ولا يهمها ذلك ولو أرادت لفعلت ، لكنها تسعي لتوظيف اي حدث لمصالحها الشخصية وكما وظفت الحرب لمصلحتها فان هذه الدعوة لإنهاء الحرب والتوصل إلى سلام هي نفسها امر تريد توظيفه لمصلحتها وهي تدخل على سباق رئاسي يمكن أن يبحث الرئيس بايدن وفريقه عن فرصة تحقيق السلام في السودان كسبب يحقق به كسبا انتخابيا
وعموما لايصدق احد أمريكا الا ساذج بسيط
ومع ذلك نتمني ان يجد الصراع السوداني مدخلا يلج به إلى السياسة ألامريكية فيستفيد اهل السودان من هذه الفرصة ويتحقق السلام.
سليمان منصور