أخبار السودان :
المطابخ المشتركة تجربة تستحق الدعم
من المعروف عن السودانيين تميزهم بخصائص جميلة تستحق التشجيع والدعم والتأييد تحفيزا على استمراريتها ، ومن هذه الصفات التكافل والتعاضد وثقافة النفير التي عرفت بها ارياف السودان بمختلف اتجاهاتها واهلها ، فالجميع يتنادون في المناسبات – افراح واحزان – ، ويقومون بخدمة بعض ، واشتهر بين الناس داخل وخارج السودان كيف واين يتناول اغلب السودانيين افطارهم في شهر رمضان المبارك ، في ظاهرة قل ان توجد عند مجتمعات اخرى ، ولن يستطيع متحدث عن التكافل وتوفير الطعام والرعاية للجميع لن يستطيع عدم التطرق لما تقوم به الخلاوى والزوايا والتكايا ، وما يبذله مشايخ الطرق الصوفية من بذل الطعام والايواء للغاشي والماشي ، في صورة تذهل عادة كثير من الزائرين للسودان او من يتعرفون على جانب من ثقافته.
ومع نشوب هذه الحرب اللعينة برزت بوضوح ظاهرة التكافل الاجتماعي وعدد كبير جدا من اهل الولايات وبالذات في القرى يفتحون بيوتهم مرحبين بالهاربين من جحيم الحرب في الخرطوم اذ فتح عدد كبير من الناس بيوتهم للقادمين مقدمين لهم الطعام والايواء ، في واحدة من صور الإخاء والخلق الرفيع.
وفي الخرطوم برزت صورة اخرى من صور التكافل العظيم متمثلة في ما عرف بالمطابخ المشتركة والتي قدمت خدمة جليلة جدا للمحتاجين،واستفاد منها الاف المواطنين في ولاية الخرطوم مع هذه الظروف القاسية وعدم مقدرة كثيرين على توفير مايسد الرمق.
وقد انبرى عدد من الشباب للمهمة وبجهود مشتركة ومساهمات قليلة من داخل وخارج الخرطوم تم توفير وجبة ثابتة يوميا لجميع الموجودين بالحي ، في موقف نبيل يدعو للاعجاب ، ويستحق الاشادة ، ويلزم شكر كل مساهم فيه تمويلا واعدادا وتنظيما وتوزيعا.
ومن نماذج هذا العمل العظيم ما شهدته محلية شرق النيل اذ كان ابناؤها من السباقين لترتيب أوضاعهم وإنطلاق عملهم حيث تم إعلان إنشاء غرفة طوارئ شرق النيل منذ اليوم الثالث للحرب.
ومع تطاول أمد الحرب والاثار السالبة لذلك، ومع نفاذ المدخرات من المواطنين قامت المطابخ التكافلية بمجهود اهلي ، وذلك لإذكاء الروح التشاركية والتضامن وسط سكان الأحياء. وقدم دعم لوجستي لهذه المطابخ لتوفير الغذاء للمواطنين وبدات التجربة في الإمتداد، حلة كوكو، الجريف شرق، المايقوما.
وبعد النجاح الباهر للنظام التكافلي ومساهمته في تخفيف وطأة الحرب وتوفير ما تيسر من الطعام لسكان تلك الأحياء، قامت مطابخ مشابهة في دار السلام ، سوبا شرق، أم دوم، الوادي الأخضر، العيلفون، الفيحاء
، ود دفيعة، الحاج يوسف القديمة ، المزدلفة، حي الفلاح، الصقعي، الوحدة ، التكامل، مدينة التغيير، الشقلة ، حي الصفاء، الدويحي الردمية، مرابيع الشريف، الفادني، السلمة، المنارة، التويراب، السمرة مسجد قباء، الشقيلة، القنيعاب، كركوج ، القادسية، حي الكرتون ، العيلفون، الباقير شرق، الحديبة، الفيحاء ويقصد تلك المطابخ ما لا يقل عن (١٠,٠٠٠) أسرة يومياً من مناطق بعيدة، آملين في الحصول على ما يسد رمقهم وحاجة أسرهم.
سليمان منصور