المرض يفتك بشمال كردفان والحكومة لاهية
ليست هذه هي المرة الاولي التي تتأخر فيها الحكومة – لا أعني هذه الحكومة تحديدا فهذا ديدن حكومات السودان على اختلاف مراحلها – تتأخر عن التعامل الجاد مع الأزمات والكوارث التي تقع بالبلد ، فلا معاناة الناس من السيول والفيضانات تكون محل اهتمام الحكومة ، ويكون تقديرها غير صحيح ، فتتاخر في الاعلان عنها حتى يصعب تلافي الاثار ، ولا الأمراض والاوبئة التي تضرب البلد من حين لآخر ، معاناة الناس من هذه الكوارث لاتجد الاهتمام الذي تستحقه من قبل الحكومات فيتاخر اعلان حالة الطوارئ ، وقد لا تعلن اصلا ، وتبعا لهذا التراخي الذي يراعي مكاسب سياسية هنا ، أو خوفا من فشل ما هذا التراخي يترتب عليه زيادة معاناة الناس وعدم إمكانية تدارك الكثير كما يمكن تداركه لو ان الاهتمام بالكوارث جاء متناسبا معها ، لكن هذه حكوماتنا المتعافبة وهذه نتائج سياساتها الخاطئة.
وتشير اليوم الي معاناة أهلنا في ولاية شمال كردفان التي تعيش اوضاعا صحية سيئة بعد انتشار حمى الضنك في الولاية وسط صمت حكومي فى حاضرة الولاية مدينة الأبيض وفي المركز حيث لم تحرك الخرطوم ساكنا مع خطورة الوضع وازدياد معاناة الناس.
وبحسب صحيفة الصيحة فقد وصفت مصادر طبية بمدينة الأبيض الأوضاع الصحية الناجمة عن الإصابة بمرض الحمى النزفية بالمُخيفة، وسط تزايد في حالات الإصابة بالمرض
ورفض مدير الطوارئ الصحية الإفصاح عن إحصائيات الإصابة بالولاية، وأكد أن الأوضاع باتت تحت السيطرة ومقدور عليها، وأشار إلى إنشاء غرفة إعلام بالتنسيق مع إدارة تعزيز الصحة للتوعية بخطورة المرض.
وقبل يومين أعلنت وزارة الصحة الاتحادية انتشار الحمي النزفية – وتعرف على نطاق واسع بحمى الضنك – فى ثمانية ولايات ، وبدأت البرامج التثقيفية والتوعيوية تظهر في الإذاعة والتلفزيون وهذا امر جيد ومع انه جاء متأخرا لكن هذا خير من أن لا يأتي ، ونتمنى أن يتجاوب الناس مع الإرشادات الصحية والتزام الضوابط التي تحد من انتشار المرض ونسأل الله أن يخفف عن هذا الشعب المبتلى.
نتمنى أن يرتفع الوباء عن الولاية وعموم السودان وان تنال قضايا الناس الاهتمام اللازم من الحكومات الولائية والاتحادية ونسأل الله أن يرفع البلاء عن عموم المسلمين.
سليمان منصور