خيبة امل فى أمريكا وإسرائيل من زيارة بايدن
قبيل زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط كان الإعلام الأمريكى يدرك ان الزيارة تهدف إلى انقاذ الرئيس بايدن خاصة بعد التدنى الكبير جدا فى شعبيته ، والانتقاد الكبير الذى يتعرض له فى الداخل ، وكان امل الأمريكيين كييرا فى ان تحقق الزيارة نجاحات كبيرة تنعكس على الوضع الداخلى لأمريكا اضافة إلى عمل واضح ضد ايران والتحشيد ضدها ، وايضا فى مسألة حقوق الانسان فى السعودية ، ووعود الرئيس بايدن انه سيطرح مسألة مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى ، وقوله سابقا انه سيجعل من السعودية بلادا منبوذة ، لكن غالب الأمريكيين باتوا اليوم مقتنعين اكثر من اى وقت مضى انه فشل حتى فى الوفاء بوعوده التى قطعها على نفسه ، فهو قد التقى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان ، مع تأكيده سابقا انه لن يلتقيه ، واغفل التطرق لقضية حقوق الإنسان فى السعودية ، وبحث فقط عن مصالح بلاده وإسرائيل ، وقد قابل الأمريكيون بتهكم نتائج الزيارة ، وقالوا إنها ليست فقط لم تنجح فى دفع الرياض الى زيادة إنتاج النفط لمقابلة النقص فى السوق العالمى بسبب الحرب فى أوكرانيا ، وإنما كانت السعودية فى الموقف الاقوى وهى تفرض ان يلتقى الرئيس بولى العهد السعودى ، وان لايتم التطرق لمسالة حقوق الإنسان بما فيها مقتل خاشقجى ، والامر الاخر المهم فى القول بفشل زيارة الرئيس بايدن فى تحقيق أهدافها ان الرياض زادت استيرادها من المشتقات النفطية من روسيا بدل ان تسهم الزيارة فى التضييق على موسكو.
من جانب اخر خرج مسؤلون فى الكيان الغاصب ليقولوا ان كيانهم لم يحقق النتائج المرجوة من زيارة الرئيس بايدن ، ويعتبر هذا الكلام حكما بالفشل على الزيارة.
ومن المهم هنا الإشارة الى تقييم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ، عاموس يدلين للزيارة حيث علّق عليها بقوله إنّ الزيارة لم تحقق الغاية المرجوة منها ، حيث ان إسرائيل لم تعرض طلباتها على المدى القصير من القضية الإيرانية ، ولم تجن على صعيد علاقات التطبيع بقدر ما توقعت.
وتابع يقول إنّ إسرائيل هى الخاسر نوعاً ما ، في ما يخص الاندماج بهذه المنطقة ، أضافة إلى أنّها الخاسر في الموضوع الإيراني أيضاً.
هذه بعض التقييمات لزيارة بايدن إلى السعودية والتى حملت طابع الفشل وخرج منها الرئيس وحزبه خاسرين وهم يتهيؤون للانتخابات التشريعية التكميلية.
سليمان منصور