أخبار السودان :
وقفة مع الهجوم الامريكي على المنطقة
يري بعض المحللين ان هناك توقعات بمواصلة امريكا ضرباتها على المنطقة ، ومن مؤشرات ذلك ارسال حاملات طائرات الى المنطقة ، وايضا التصريحات المتتالية من المسؤلين الامريكان بخصوص استمرار الضربات ، والاهم من ذلك الوضع الداخلى في امريكا خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ، ويبدو ان واشنطون لولا هذه الظروف لم تكن لتذهب الى الرد ، وقد جاء ذلك لذر الرماد في العيون براي المحللين ، فامريكا لاترغب في مواجهة مباشرة مع ايران ، لذا تجنبت ضرب الداخل الايراني بشكل مباشر.
ايران لم تترد في وصف ماحدث بانه عدوان ، وهذا امر واضح ، ففي سوريا تعتبر امريكا قوة احتلال ترعي جماعات ارهابية وتسرق النفط السوري وتمارس القرصنة، ومن حق فصائل المقاومة مواجهتها وحملها على الخروج قسرا ، واي رد امريكي على المقاومين يعتبر عدوانا امريكيا واضحا على كل البلد.
وفي العراق وبعد قرار البرلمان الواضح بخروج القوات الأمريكية فان التوصيف الحقيقي للوجود الأمريكي انه احتلال وتواجد غير مشروع وان مقاومته امر مقبول ولايمكن لاحد ان يعترض عليه. ،واى ضربات من امريكا ضد من يقاومونها ليس الا عدوان سافر وظلم بين.
وقد تحدثت امريكا علنا عن نيتها القيام بعمليات هجومية ، وجاء هذا الإعلان براى محللين لان واشنطون تخشي الرد الايراني ، وان تتحول المواجهة الى طويلة تستنزفها وهي تعاني اصلا من أزمات متلاحقة.
ان امريكا عندما تتحدث عن فصائل ممولة من ايران وتذهب الى تحميل طهران المسؤولية على ماتقوم به هذه الفصائل فانها لا تلتفت الى دعمها المطلق لإسرائيل بالمال والسلاح ، ومع طوفان الاقصي يتم تسيير جسر جوي كبير من امريكا واوروبا لدعم العدو الصهيوني ، وبهذا المنطق فان امريكا تصبح مسؤولة بشكل مباشر عن جرائم الابادة الجماعية والتدمير والحصار والتجويع ومختلف اشكال الحرب التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في غزة وغيرها ، فهل تقر أمريكا بمسؤوليتها؟ ام انها كعادتها في اتباع ازدواجية المعايير تنكر الواضحات وترفض تطبيق ماتقول به عليها.
يتحدث الامريكان عن عدم رغبتهم في توسيع الحرب ، لكنهم يقصفون ويقتلون ويدمرون في العراق وسوريا واليمن ويدعمون كيان الاحتلال بشكل كامل وواضح لا لبس فيه وهاهم يؤججون الصراع غافلين عن ان كل المناطق التي استهدفوها انما تحركت مناصرة لغزة ، ولو ان الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة بدعم امريكي مباشر وكبير لو انها توقفت وتم وضع حد لهذا العدوان لتوقفت الجبهات في سوريا والعراق واليمن ولبنان عن حراكها الحالى لانه جاء تأييدا لغزة المظلومة ، لكن امريكا تكذب في كل شي ، وسيعلم الغربيون والامريكان يالذات مدي مجافاة حكوماتهم للحقيقة وافتقارها للمنطق ومتاجرتها بالازمات لتحقيق مصالح محلية ابعد ماتكون عن الحق والعدل والسلام.
سليمان منصور