مواقف متباينة فى ذكرى مجزرة القيادة
عاشت البلد أمس السبت – التاسع والعشرون من شهر رمضان المبارك – الذكرى الثالثة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة ، الذى ما زالت لجنة التحقيق حوله تعتصم بالصمت ، ولم تقل رايها وتفصح عن نتائج التحقيق فى هذه المأساة الصعبة والمؤلمة .
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد شهدت دعوات مكثفة للخروج فى هذه الذكرى ، تأكيدا على بقاء هذه القضية حية فى نفوس الناس ، وعدم إمكانية نسيان ما حصل ، وقد خرج الثوار بالفعل إلى الطرقات ، وهتفوا بضرورة محاسبة المجرمين ، وان القتلة حتما سيتم الكشف عنهم ، وان الرهان على الزمن وتراخى الاهتمام بهذه القضية مجرد وهم تحاول السلطات أن تعيش فيه ، وتخدع نفسها بان الناس سوف يتخلون شيئا فشيئا عن المطالبة بكشف الحقيقة ومحاكمة المجرمين والقصاص العادل منهم .
وفى هذا الوقت الذى عاش فيه الناس ذكرى الجريمة المروعة ، خرج علينا
المستشار الاعلامى لرئيس السلطة الانقلابية العميد ابوهاجة بقوله ان فض اعتصام القيادة لم يكن قرارا من المؤسسة العسكرية ، ولابد من سؤال الرجل – وقد ساله البعض بالفعل – ان
كانت القوات المشتركة (من جيش وشرطة وأمن وجنجويد) التي فضت الاعتصام واستباحت الخرطوم وقطعت الاتصالات ثلاثة أشهر ، ان كانت كل هذه الأحداث وتداعيتها المؤسفة ، وماظل يترتب عليها حتى الآن ، ان كان ذلك كله قد جرى بعيدا عن المؤسسة العسكرية – ولنقل علمها لا أمرها أو موافقتها – الا يعنى ذلك عدم جدوى وجود هذه المؤسسة ، خاصة وأن الناس تأمل أن تقوم بدورها المنوط بها من حماية الوطن والمواطنين ، فإن لم تكن قد ارتكبت هذه الجناية ، ولم تقع هذه الأحداث المؤسفة بعلمها ، الم يكن باستطاعتها أن تشرف على التحقيق وتنتصر للحقيقة ، وتناصر شعبها المظلوم المغلوب على أمره ، وتعزل القادة المتورطين فى سفك دماء الشعب وتقووا بالمؤسسة العسكرية والأمنية لفعل ما فعلوه ، الم يكن واجبا على المؤسسة العسكرية أن تتبرأ منهم ؟
العميد ابو هاجة يحاول أن يقنعنا ولكن فليبحث عن قول آخر أو ليصمت
ومقارنة مع كلمات ابوهاجة دعونا نقرأ موقفا اخر عبر عنه أحد أفراد هذه المؤسسة العسكرية ، أنه النقيب حامد عثمان الذى كتب في ذكرى مجزرة القيادة فى ذكراها الثانية (العام الماضى ) يقول :
سيظل عار القيادة العامة يلاحقنا طوال حياتنا، يومها وقف الجيش عاجزا خلف أسوار القيادة وشعبه يقتل ويسحل ويذل أمام بواباته ..
هذا العار قامت به القيادة ولكنه سيلاحق جميع منتسبي الجيش ..
سيذكر التاريخ اسماء من كانوا على رأس القوات المسلحة في هذا اليوم ، وسوف يلاحقهم هذا العار حتى بعد موتهم ..
الجيش الذي دافع عن شرف الليبيات عندما كان قوة دفاع السودان عجز في الدفاع عن شرف السودانيات ، سيبقى الجيش هو الجيش الذي دافع عن شرف الليبيات وحواء الجيش ولّادة ، ولكن الفرق سيبقى في الرجال الذين دافعو عن الليبيات وعن أشباه الرجال الذين عجزوا في الدفاع عن السودانيات ..
رحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وعوضهم شبابهم الجنة، قتلوهم فقط لأنهم احبو وطنهم بصدق ، عجز قاتلهم في فهم ذلك الحب ، فقط كانوا يحلمون بواقع افضل وحياة كريمه لهم ولقاتلهم ولكل سوداني لا يستثنون أحد .
سليمان منصور