مع حلول العيد.. المعاشيون يجارون بالشكوى
من القطاعات المهمة التى تستحق الرعاية والالتفات اليها وعدم أهمالها قطاع المعاشيين ، فهم قد افنوا زهرة شبابهم فى خدمة البلد ، وجاء وقت تقديم الخدمة لهم ، وجعلهم لا يعانون، ونعرف جميعا انهم فى امس الحاجة إلى العلاج والراتب الذى يحفظ لهم كرامتهم ، ويحول بينهم وبين مد ايديهم إلى الغير.
ومن العجيب ان المعاشيين ، وبالذات أولئك المصنفين فى الدائرة الضعيفة من حيث المعاش الشهرى الذى يتلقونه ، هؤلاء يعيشون عنتا ومعاناة شديدة ، ويكابدون فى سبيل تغطية احتياجاتهم الأساسية ، ولانتحدث عن رفاهية ، فهذه لامجال للتفكير فيها اصلا ناهيك عن الحديث عنها ، ولا تصيبك الدهشة ان علمت ان المعاشى البسيط يظل ينتظر وصول مبلغ لايذكر ، بل يعتبر ذكره مخجلا ، فهو اقل من مايحتاج المعاشى ان يصرفه على ارخص انواع المواصلات العامة من بيته إلى أقرب مكتب من مكاتب إدارة المعاشات ان وجد نفسه محتاجا لمراجعة الدائرة المختصة فى امر بسيط ، فكيف ان احتاج الى علاج والسقف المحدد له فى شركة التأمين اقل من القليل ، ولايكفى لدفع جزء من تكاليف العلاج ، هذا ان كان المعاشى محظوظا ويتمتع بتغطية تامينية اصلا ، علما بأن إدارة المعاشات تتعاقد مع شركات تقدم اقل من الحد الأدنى الذى يحتاجه اى مريض ، وماذا سيفعل المعاشى ان كان من أصحاب الأمراض المزمنة ومصاب بأكثر من مرض ، مما يجعله محتاجا الى صرف اعلى سواء لمراجعة الأطباء ، اوالفحوصات ، وشراء الدواء.
لابد أن نقول للأخوة فى إدارة المعاشات سواء فى الصندوق القومى للمعاشات او فى التأمين الاجتماعى ان المعاشيين أمانة فى أعناقكم ، وهذه الامتيازات التى تتوفر لكم هى فى الاصل ملك لهم ، وانتم موظفون عندهم ، فاحذروا ان يشعروا بالظلم فى محضركم ، خاصة وانكم تتعالجون فى افخم المستشفيات وتتمتعون بأفضل الخدمات العلاجية المتاحة فى الساحة ، وتحصلون على قروض وسلفيات ميسرة لبناء وتأسيس دوركم ، اضافة ال. تسهيلات أخرى كثيرة فى الحياة ، وكل هذا لا اشكال فيه فقط اعملوا على رفع الظلم عن هؤلاء المعاشيين واشعروهم بالفرح والسعادة ، فإنهم لبساطتهم لايطلبون الكثير ، ولو قدمتم لهم زيادات يسيرة جدا فانها تحدث فرقا عندهم ، وتدخل السرور عليهم ، ولو انكم فعلتم ذلك لشكروكم ورضاهم هذا وفرحتهم ستحول اموركم إلى خير وبركة.
مع حلول العيد وزيادة حاجة المعاشيين إلى استحقاقاتهم فان تأخير نزول المعاشات فى حساب اصحابها إلى هذه اللحظة امر غير مبرر ولا مقبول ، وهؤلاء المعاشيين ياملون ان يصلهم هذا الفتات فى وقت مبكر عسى أن يوظفوه فى سد بعض احتياجاتهم ، وقد نما إلى علم المعاشيين ان الموظفين استلموا مرتباتهم ، والبعض وصله الحافز بينما المعاشيين مازالوا ينتظرون ويتمنون ان تلتفت الادراة اليهم وتقدم لهم حقوقهم ، ويتمنوا ان يكون حافز العيد مبلغا يقضى بعض الحاجة لا هذا المبلغ الضئيل الذى سمعوا عنه وعلى قلته لم يصلهم بعد.
سليمان منصور