معالجة التشرد مسؤولية المجتمع
3541 مشردا بالخرطوم وفق اخر احصائية بحسب ما نشرته قناة العربية استنادا لتقرير اعده مكتبها بالخرطوم.
أليس هذا الكلام مخجلا؟
أليس هذا أمر مسيئ للجميع؟
ما الذي يجعل هذا العدد الكبير من الناس يهيم في الطرقات يفترش الأرض ويلتحف السماء ويقتات بقايا الطعام وتنتشر بيتهم الرذيلة ولايراعون اى التزام بقيم وأخلاق ولا يابهون لما حولهم ، فهم يعيشون في عالمهم الخاص بهم ، ولايثقون في المجتمع ، ولايلقون بألا لأى شيئ ، فهم يعيشون في الطرقات ، ياكلون ويشربون ، وينامون ، ويقضون حاجتهم ، ويلوثون المنطقة التي يقطنون بها ، وفي أماكنهم هذه يتزاوجون ، وينجبون أطفالا لايعرفون غير الشارع ، وينشاون في هذا الوضع الشاذ ، مما يسهم في حدوث العديد من المشاكل.
إنه عار كبير علي الجميع ، ولابد من تدارك هذا الأمر والبحث عن علاج له ، فلا يمكن أن يكون بالخرطوم اكثر من ثلاثة الف وخمسمائة مشرد ، وإذا اعتبرنا ان في كل الولايات الاخري مجتمعة هذا العدد فهذا يعني ان فى السودان اكثر من سبع الف مشرد وهذا رقم مهول ، والمخيف ان هؤلاء وداخل مجتمعهم الخاص يتناسلون ويتكاثرون ، وما لم يتم تدارك هذه الظاهرة السالبة والخطيرة فان أثارا سيئة ستنتج عنها ، خاصة إذا راينا بعد فترة أطفالا لهؤلاء المشردين.
نحتاج اولا إلى دراسة أكاديمية تفصيلية عن الأسباب التي ادت إلى هذا الوضع المزري ، والبحث عن طرق المعالجة ، بحيث نحاصر اولا هذه المجموعة ، ونعالج بقدر المستطاع الأسباب التي ادت إلى هذا الوضع ، حتى لا تتزايد اعدادهم ، ومن ثم ليتم إدخال هؤلاء المشردين فى مراكز تأهيل نفسي وتربوي واخلاقى ، ولا نيأس من إصلاحه، فإنه بتضافر الجهود وعمل الجميع وبهمة عالية ومسؤولية كبيرة سوف نستطيع بإذن الله معالجة هؤلاء وإصلاح وضعهم والوصول بهم إلى الوضع السوي.
ولا يخفي علينا أن من أهم عوامل نجاح مشروع الإصلاح الذي نسعي اليه أن نوفر لهم دعما ماليا يعالج مشاكلهم الحالية وايضا نوفر لهم فرص عمل ثابتة وباوضاع جيدة تجعلهم يعودون للمجتمع بحالة ممتازة ان شاء الله.
إن التصدي لهذه المشكلة ومعالجتها لهي مسؤولية الجميع حكومة وشعبا فهذا واجب المجتمع ككل والله تعالى نساله ان يصلح حالنا ويوفقنا لما فيه الخير.
سليمان منصور