أخبار السودان :
محور المقاومة بعد الشهيد سليمانى
ان كانت هناك ملاحظة جديرة بالتوقف عندها ووضعها فى الاعتبار فى مايخص محور المقاومة ونجاحاته فى مختلف الساحات فهى القول بأن دماء الشهداء القادة – وبحسب التجربة – دوما تكون وقود النجاحات ولن يجنى القتلة المجرمون الا الخيبة والخذلان.
دعونا نقدم نماذج فى هذا الباب فهاهو حزب الله فى لبنان يتحول إلى قوة إقليمية كبرى ، وبات العدو يتوقف طويلا قبل الأقدام على اى اعتداء على لبنان بعد أن ثبتت المقاومة قواعد معينة فى الاشتباك قبلها العدو مرغما مضطرا، ونعلم ان حزب الله تطور كثيرا وتضاعفت قوته ومقدراته عشرات المرات بعد استشهاد امينه العام السيد عباس الموسوى وقائده الجهادى الكبير الحاج عماد مغنية وعدد من القادة الشهداء وليس آخرهم الشهيد القائد الحاج قاسم سليمانى ، ألم يصبح حزب الله قوة كبرى فى المنطقة يصعب تجاوزها ؟ هل تأثرت مسيرة الحزب الجهادية باستشهاد قادته ؟ حتما لا ، ومن المؤكد ان الحزب قد اكتسب الكثير وتسببت دماء الشهداء القادة فى أحداث هذا التطور الواضح، وهذه معادلة إيمانية لايفهما سوى أهلها.
المقاومة فى اليمن ازدادت قوة وصمودا بل وتحولت من الدفاع إلى الهجوم ، وبعد استشهاد السيد حسين بدر الدين فى حرب ٢٠٠٩ والرئيس صالح الصماد والقادة الشهداء فى الحرب الحالية أصبحت المقاومة اليمنية فى الموقف الاقوى بفضل الله ودماء الشهداء.
وفى فلسطين المحتلة قتل العدو الصهيونى العديد من القادة فى المسيرة الجهادية والنضالية فمن القائد عز الدين القسام إلى القادة الشيخ احمد يس والدكتور عبد العزيز الرنتيسى والدكتور فتحى الشقاقى والمهندس يحيى عياش والقائد احمد الجعبرى، وصولا إلى الشهيد بهاء ابو العطا مرورا باخرين ارتقوا على طريق القدس ومنهم شهيدها الحاج قاسم سليمانى وعموم الشهداء الكرام ، هؤلاء القادة روت دماؤهم الزكية القضية التى آمنوا بها وجاهدوا فى طريقها واستشهدوا فى جهادهم لتحريرها.
اما المقاومة فى العراق فذلك امر آخر فهى قد قدمت العلماء ومراجع الدين شهداء واستمر العطاء ، فمن زمن صدام حسين الاغبر إلى عهد الاحتلال البغيض وصولا إلى الإرهاب التكفيرى الحاقد ، فى كل هذه الفترات استمرت حركة النضال الوطنى والمقاومة تقدم التضحيات ويتقدم فيها العلماء والقادة مسيرة الاستشهاديين حتى تكللت الجهود ولله الحمد بعراق مقاوم يسقط صدام ويخرج المحتلين ويسقط المشروع الإرهابى التكفيرى الصهيو أمريكى وكل ذلك بفضل الله تعالى اولا ومن ثم مجاهدات المجاهدين ودماء الشهداء.
وماقلناه فى ماسبق ينطبق على إيران وسوريا والبحرين ، وكل جبهة فيها مقاومة للصلف الأمريكي وطغيان الحكومات العميلة للغرب والصهيونية ، وحيث ماوجدت انتصارات وتحققت إنجازات وباءت خطط الأعداء بالفشل فمن المؤكد ان لدماء الشهداء دورا بارزا فى ذلك ، وهذه هى دماء الشهيد سليمانى تقلب الطاولة على قاتليه الذين استشعروا حماقة الخطوة التى اقدموا عليها ومن المؤكد انهم سيجنون المزيد من الخيبات.
سليمان منصور