متى نقول للسفير الأمريكي يكفي هذا
عرفت أمريكا بالغطرسة والتعالي ، وفرض رؤاها علي الغير دون احترام لاستقلاليتهم ، ومن غير مراعاة لسيادتهم ، فهي في تصوراتها الخاطئة دوما في موقع الأمر الناهي ، الذي لايتقيد بضوابط ، ولاتحده حدود ، ولايلتزم باتفاقيات وعهود ومواثيق.
وهذه سيرة الدوبلوماسية الأمريكية في العالم شاهدة على ما ذهبنا اليه ، ويكفينا النظر الي العراق وليبيا وأفغانستان ، لنعرف مدى الصلف والاستكبار الأمريكي ، والعنجهية التي تتصف بها الادارات الأمريكية دون اختلاف بين هذا وذاك ، فالجميع مستبد مستكبر طاغية لايهتم بالآخرين.
ونحن في السودان لسنا استثناء من تعامل الادارات الأمريكية المختلفة ، فالجميع ليس اهلا للثقة به وتصديقه في ما يقول.
نقول هذا و نحن نقرأ في الاخبار ان السيد السفير الأمريكي بالخرطوم قد تجاوز حدود اللياقة وخرق الاعراف الدبلوماسية المعمول بها في كل العالم ، ويريد فقط ان يفعل مايشاء ، دون إعتبار لأي امر اخر.
السيد السفير الأمريكي يلتقي عوائل شهداء الثورة السودانية ويطالبهم بتجهيز ملف معلومات متكامل عن الشهداء ويعد بمساعدتهم في تحقيق العدالة.
السيد السفير الأمريكى يزور بعض الشخصيات البارزة في المجتمع ويستقبل اخرين ويناقش معهم تفاصيل الشان السياسي السوداني.
السيد السفير الأمريكي يلتقي ممثلي الحرية والتغيير ويناقش معهم الراهن السياسي في البلد.
السيد السفير الأمريكي يلتقي ممثلي الأحزاب وبعض قادة المجتمع المدني.
السيد السفير الأمريكى يزور بعض الولايات ويلتقي بعض الفعاليات السياسية والمجتمعية.
وكل ذلك دون تنسيق مع وزارة الخارجية او لنقل اخطاها كجهة مختصة عليه مراجعتها ، لكن لانه سفير الولايات المتحدة الأمريكية فإنه يفعل مايشاء ومن لايعجبه ذلك فليفعل مايريد
هل هناك صلف وعنجهية اكبر من هذا؟
هل تبقي لنا سيادة وكرامة ان لم نحسم هذا السفير المتجاوز حده؟
هل ستتحرك وزارة الخارجية وتردع هذا الخارج عن الاطار الدبلوماسي المتجاوز للبرتوكول الذي ينظم عمله ويضبط نشاطه.
هل نوسع دائرة الأمل عندنا ونتمني ان تبلغ الخرطوم واشنطون ان سفيرها شخص غير مرغوب فيه وعليها ترشيح غيره ، ام نتواضع ونطالب بلفت نظره ومطالبته بالوقوف عند حده؟ وان نقول له يكفي هذا يا هذا؟ وليت هذه تحدث.
سليمان منصور