أخبار السودان :
مآسى غير منظورة.. لاخير فى الحرب
ليس هناك خير في الحروبات قط ، ويخطئ من يقول ان هذه الحرب المدمرة القاسية والتي تدور في الخرطوم بشكل اساسي وعدد من المدن الأخرى ، مخطئ من يقول انها يمكن أن تنتهي بخير ، حتى لو افترضنا انتصار احد الأطراف عسكريا وكسحه للخصم ومسحه – مع عدم واقعية هذه الفرضية – فالخاسر الأول هو الشعب السوداني ، المغلوب على أمره ، وقد فقدت العديد من العوائل أبنائها في هذه الحرب اللعينة ، وآخرين اصيبوا إصابات متفاوتة ، وآخرين لايعرف أهلهم مصيرهم وقد اختفوا ، وانقطعت أخبارهم ، هذا غير التدمير الهائل للبنية التحتية التي تعاني اصلا ، وجاءت الحرب لتزيد المشكلة ، وتؤزم الموقف اكثر.
وهناك اثار وتداعيات للحروب قد لا يتم الانتباه لها سريعا – بكل اسف – ، مما يجعل من الصعب علاج هذه الآثار ، وفي هذه الحرب التي نعيشها نقف مع نماذج من هذه التداعيات الصعبة التي تنعكس علينا كشعب لم يقرر خوض الحرب ، ولم يسمع جنرالات الجيش والدعم السريع ومن يدعمهم في استمرار القتال من تجار الحرب ، او الغير مبالين بمعاناة الناس ، ومن هذه النماذج ، (وهي بالتأكيد ليست كل الآثار) :
– شركات كبري تمنح موظفيها اجازة مفتوحة بدون مرتب
– شركات تعلن التوقف عن العمل وتعتبر راتب يونيو هو آخر ما ستدفعه لمنسوبيها (حجار نموذجا )
– شركات ومصانع ومؤسسات تعرضت لتدمير متعمد وبعضها لايمكنه العودة للعمل الا بالتاسيس من الصفر.
غير المعاناة التي ترتبها هذه الاثار بشكل عام على الناس ، من نقص الإنتاج ، وزيادة اعداد الذين يفقدون مصادر رزقهم ، فإن ذلك ذلك ينعكس على البيوت المفتوحة التي يتم الصرف عليها من هؤلاء الذين فقدوا عملهم ، وهذا يرتب ضغطا على المجتمع – المثقل بالاعباء اساسا – ، ومؤسسات العون – ضعيفة الأداء اصلا –
ومن هذه الآثار السالبة للحرب :
– مراكز خدمية (علاجية / تعليمية /مياه /كهرباء / اتصالات / مصارف ، / سجلات المحاكم والاراضي ، وعدد من دوائر التعامل المباشر مع الجمهور وغيرها كثير ) يصعب ان تعود قريبا الى العمل وحتى ان عادت فلن تكون بنفس الصورة التي كانت تعمل بها قبل اندلاع الحرب اللعينة.
وهذا بلا شك يتسبب في مضاعفة معاناة الناس الذين لايحتملون المزيد من الضغوط.
ومن هذه الآثار :
– آلاف المنازل والمتاجر التي تم نهبها وتخريبها ، والجهد الكبير الذي يتطلبه الاعمار والتشغيل وصعوبة ان يتوفر اصحابها على هذه التكاليف العالية
هذه النماذج التي ذكرناها ، واثار أخرى قد نكون غفلنا عنها ، واخرى غير منظورة ، كلها اسباب مهمة توجب وقف الحرب اليوم قبل الغد ، ونسال الله ان يلطف بالعباد والبلاد.
وهنا لابد من اعلان البراءة من هؤلاء المجرمين الذين تسببوا في قتل الناس واذيتهم ، وتدمير البلد ، ونسأل الله أن يذيقهم مر العذاب في الدنيا والآخرة.
سليمان منصور