أخبار السودان :
لنعمل على منع انتشار التطرف ببلادنا
من المتفق عليه بين كثيرين داخل وخارج السودان ان بلادنا ظلت تنعم لعقود طويلة بالتسامح والقبول بالاخر والتعايش السلمي قبل أن تطرأ عليها التيارات السلفية المتطرفة وان كانت قوة المجتمع ورفضه التطرف يشكل كابحا يمنع المتطرفين من التمدد ، حتي اذا قويت التيارات السلفية وتحالفت مع الحكومة أصبحت تشكل خطرا على المجتمع ، وعندما اندلعت هذه الحرب تخوف الناس من خطر تفكك الدولة او حتي استعانة احد طرفيها بالمتطرفين مما يفتح الباب امام التطرف ليطل علينا ويهدد عيشنا المشترك وسلمنا الاجتماعي ، ولما ظهرت بوضوح توجهات الإسلاميين وتحالفاتهم خشي الناس من علو كعب الإرهابيين وتمكنهم ان انتصر التحالف الذي يقاتلون في صفه او حتى تطول الحرب بدخولهم مما يزيد من معاناة الناس ويعمق ازمتهم.
ان من مظاهر الخطر المحدق بالبلد ما بتنا نراه اليوم من حمل اي انسان السلاح مع عدم وجود جهة تساله من أين اتيت بالسلاح وماذا تريد أن تفعل به ، فالجميع يمكنهم حمل السلاح وهذه حالة انفلات خطرة جدا تنتج عن انهيار الدولة وعدم وجودها بشكل تام او حتى مع وجودها لكنها تكون غير قادرة على فرض سلطتها وضبط المجتمع مما يفتح الباب لاي جهة ان تحمل السلاح وامكانية ان تفرض رؤيتها على الآخرين بالقوة ، وفي مثل هذا الجو الموبوء عادة تنشط الحركات المتطرفة الإرهابية حيث تحمل السلاح وتجبر الناس على الانصياع لها بالقوة مما يعني فعليا انعدام تام للأمن في البلد وفتح الباب للجريمة بمختلف أشكالها ان تستشري في البلد .
ان هذا الأمر لوحده كاف ان يحمل الناس على مكافحة الفوضي ودفع الأطراف المتحاربة إلى انهاء الاقتتال والمساهمة في انهاء أزمة البلد ووضع حد لمعاناة الناس.
ويلزم ان يعلم الجميع أن السبيل الوحيد لخروج البلد من ازمتها المستعصية هو التوافق وانهاء الخلافات بالتفاوض والقبول بالاخر ورفض حل الخلافات بالبندقية.
سليمان منصور