أخبار السودان :
المغفول عنه في الازمة السودانية -2
تحدثنا في الجزء الاول من هذا المقال عن بعض معيقات الانتقال الثالث 2019 ، والتي حالت دون بلوغه مقصده الاسمى كما في الانتقالين السابقين 1964 و1985 ، وكان ذلك في عرضنا لمقال دكتور محمد حسب الرسول ، الذي عنونه بمشروع الهيمنة الخارجية على السودان… تاريخ طويل من التدخّلات الغربيّة
وسوف نواصل عرض المقال باختيار بعض النقاط التي اشار اليها الباحث في تدليله على حجم المؤامرة التي احاطت بالبلد ، وارادت افراغ الثورة من مضمونها وسرقتها ، حتي لا يجني الشعب ثمار ثورته هذه ، كما فعل في الثورتين السابقتين لها عندما تمت الاطاحة بطاغيتين مستبدين (عبود ونميري) ، وادناه بعض ما كتبه الدكتور حسب الرسول (بشي من التصرف غير المخل بالمعنى)
يقول الدكتور ان التدخل الخارجي بلغ مرحلة فرضت فيها وثيقتان سياسية ودستورية، جعلتا فترة الانتقال حكراً على من يوالى الغرب ( مدنيين وعسكريين) ، وظهر الخطاب والمشروع النيوليبرالي المناهض لقيمنا وثوابتنا ، واولى مظاهر الاعتداء على الهوية تعمد عدم النص على ان اللغة العربية هي لغة البلد الرسمية ، كما حذف تعريف السودان بكونه دولة عربية أفريقية.
والاخطر من ذلك قيام حكومة تحالفية تاتمر بامر الخارج وتنتهي عند نهيه، وبعيدة جدا عن ما يتبناه الشارع السوداني من قيم واعراف ، وما يؤمن بها من ثوابت حاكمة على غيرها.
واستجابت حكومة حمدوك بشكل تام
لمطالب الخارج، فعدّلت القوانين التي كانت تسهم في صون هوية المجتمع وقيمه ، وطالت التعديلات القانون الجنائي ، وقانون الأحوال الشخصية ، وغيرهما من القوانين ، في مسعى لاستبدال المنظومة القيمية والثقافية للسودان بمنظومة ترتبط بالمشروع النيوليبرالي ، الذي تولّت هذه الحكومة تنفيذه ، ففتحت التعديلات التي أدخلت إلى القوانين الأبواب أمام تفكيك الأسرة والمجتمع والقضاء عليهما ، وتوطين المثليّة ، وإشاعة واستزراع الثقافة الغربية.
هذا جانب خطير جدا في المقال ، ويسلط الضوء على المشكلة الحقيقية التي اعقبت الاطاحة بالبشير وتشكيل حكومة حمدوك ، حيث وضحت المؤامرة بجلاء ، وتبين لكثيرين مدي الخطر الذي يتهددهم ، ممثلا في مشروع تغييب الامة وطمس هويتها.
وباذن سوف نتناول غدا بعثة الامم المتحدة (يونتامس) كاحد اخطر مراحل التدخل الخارجي في شاننا الداخلى.
سليمان منصور