أخبار السودان :
فرنسا…حاضر قبيح وتاريخ اقبح
تعرض عالمنا العربي والإسلامي ودول أخري في إفريقيا وآسيا ، تعرضوا لصور من الظلم والاذلال علي ايدي الاستعمار الأوروبي الظالم المستبد ، ومن المعروف ان كثيرا من الصور القبيحة للاستعمار وممارساته اللاانسانية ظلت غائبة عن أذهان الاجيال الحالية المفتونة بالغرب ، وبكل اسف هذه المخازي في معظمها غير معروفة عند شعوبنا ، ويجب أن يقوم الجميع بدورهم في فضح الاستعمار وكشف تاريخه السي وصفحاته السوداء.
ومن النماذج السيئة القبيحة في هذا الباب الاستعمار الفرنسي الذي مارس ابشع انواع الظلم وارتكب الموبقات ، وسعي لاذلال شعوب الدول الواقعة تحت سيطرته ، وبكل بحاجة وصفاقة يأتي الفرنسيون الان ليتحدثوا عن حقوق الانسان ، ناسين او متناسين ان حاضرهم قبيح وماضيهم أقبح واشد سوادا و ظلما واستبدادا.
وتزامنا مع أحداث فرنسا الحالية ، والتي اتخذت طابعا عنصريا ، فإننا نعيد التذكير ببعض ملفات فرنسا السوداء القبيحة ، ونتحدث قليلا عن الإساءة للجزائريين ، ومحاولة احتقارهم وإذلالهم ، في حقبة الاستعمار القبيحة سيئة الذكر.
إذ قام موظفو إدارة السجل المدني الفرنسيون بتعمد تغيير اسماء عوائل الجزائريين والزامهم على القبول بحمل اسماء والقاب جديدة بغرض الإهانة والاحتقار ، ومن لا يوافق يتعرض لعقوبات قاسية جدا قد تصل الي السجن الطويل والنفي ومصادرة الممتلكات.
الادارة الاستعمارية أجبرت الجزائريين على حمل اسماء عوائل والقاب جديدة ، وهي اسماء لحيوانات او تحمل كلمات مسيئة او مخلة بالآداب والذوق ، وبعضها له مداليل جنسية ،واخرى تدل على السب والشتم ، وكل ذلك امعانا في الاذلال والاحتقار للجزائريين وبالذات لمن يقاومون الاستعمار ويسعون إلي تبصير الشعب بضرورة مناهضة المستعمر وعدم التعاون معه.
بو بقرة ، بو بغلة ، الخامج ، ابن الكلب ، المجراب هذه وغيرها بعض الالقاب القبيحة والمشينة التي ظلت تلاحق بعض العائلات الجزائرية منذ قرن وربع ، وقد فرض الاستعمار الفرنسي هذه الأسماء والالقاب القبيحة والزم الناس على حملها والتسمي بها ، ليهينهم ويحتقرهم ويحدث تغييرا جذريا في أسماء والقاب الجزائريين ويطمس ثقافتهم وهويتهم ويقطع انتسابهم لعائلاتهم ، وتم ذلك في العام 1882 ، ومنذ ذلك الوقت والتحريف في أسماء الجزائريين قد بدأ وحرص عليه الاستعمار الفرنسي وظل يصر على الالقاب الجديدة ويعاقب من يرفض حملها.
ويقول المؤرخون وعلماء الاجتماع والانثربولوجيا ان اسماء الجزائريين كانت تحمل سلسلة الآباء والمكان والقبيلة وتعمد الاستعمار بترها وتحريفها لتشويه أصولهم و انسابهم
فسمى الجزائريين بأسماء حيوانات واوساخ ومسوخ وأعضاء تناسلية وكلمات تنابز وسب وهجاء بهدف طمس هوية المجتمع ثقافيا ودينيا
، وتفكيك وحدة القبائل ، بتشتيتها واضعاف قدرتها على المقاومة ، وتقسيمها الي القاب عائلية متباينة.
انها احدى الصور القبيحة لفرنسا التي
كان تاريخها سيئا قبيحا كما حاضرها الان.
سليمان منصور