أخبار السودان :
عبث المخابرات الدولية بالسودان
الشخص الذي يتجرد عن المؤثرات من حوله ، وينظر الى ما يجري في بلادنا بعين الانصاف ، فانه لن يجد كثير عناء في معرفة حقيقة ما تشهده بلادنا من خروج على المألوف ، وعمل بكل ما لايليق باي محترم لنفسه ومحيطه ان يعمله ، ومن يضع نفسه موضع الانصاف ، وينشد معرفة الحقيقة ، فانه حتما سيعرف ان اياد خارجية تعبث بالمشهد السوداني ، وان مصالح متقاطعة تتناحر ، والكل يسعي لازاحة الاخر عن طريقه ، فالامريكي وحلفاؤه حاضرون ، والروسي والصيني ومن معهما حاضر ، وقادة الحرب ومن ينتظر منهم التوصل الى السلام. ، كثير منهم ان لم نقل اغلبهم ادوات لدي الاخر ، او لنقل وكلاء ينفذون اجندة الغير ، بعلم او غير علم ، فهم اذن غير اصلاء في الساحة ، اذ يؤدون دورا ليس هم من يقرره ، اذا فهمنا ذلك ادركنا ان مايجري على المسرح من عبث ننادي بايقافه ، لن توقفه الا ارادة وطنية متسلحة بالوعي والعزم والادراك ، رافضة للارتهان والتبعية ، داعية للتحرر والاستقلال ، وهذا ما يلزم ان نتوافق عليه اولا حتي نصل جميعا الى تحديد نقطة ننطلق منها الى العلاج اللازم ، والا فسوف نظل تائهينِ ، يصعب علينا التوصل الى مانريده ، وانجاز نتمناه.
اننا اليوم نلحظ تباينا واضحا بين موقفين في العالم ، ومن خلالهما يمكننا قراءة القضايا المعقدة التي تحيط بالناس في ارجاء المعمورة.
الموقف الاول قوي مستكبرة تسعي لفرض هيمنتها على الجميع ، وتعمل وفقا للمنطق الفرعوني لا اريكم الا ما ارى ، وبحسب تعبير الرئيس جورج بوش من ليس معنا فهو ضدنا ، في محاولة لحمل الجميع قسرا على الخضوع لرؤيته ، والالتزام بما يقول ويرى ، وعدم اعطاء اي احد حق الاختلاف معه ، والموقف الثاني يقوم على احترام سيادة واستقلال الجميع ، مع التاكيد التام على رفض الاستكبار والهيمنة والاستعلاء الذي يمارسه الطرف الاخر.
وفي حربنا التي تجري الان ، سواء في الخرطوم او سواها ، نتساءل اين طرفا الحرب من التصنيف أعلاه؟ أهم قادة التحرر ورفض الهيمنة ومجابهة الاستكبار ، ام يكونوا ادوات يحركها المشغل ، ويوظفها كما يشاء مسيطرا بها على مايريد ، متحكما بها في مايشاء.
لا خلاف بين كثيرين في عمالة وارتزاق قائدي القوات المتحاربة ، وانهما لايمتان بصلة الي الانعتاق والتحرر واستقلال الموقف والقرار، ولن نحتاج الى التدليل على ذلك ، فالشواهد اكثر من واضحة ، ويكفي في هذا المجال الحديث عن ارتباط الطرفين الوثيق باسرائيل ، فقد التقيا مسؤولين امنيين وسياسيين صهاينة علنا داخل وخارج السودان وفلسطين المحتلة ، ولاندري اتمت لقاءات غير معلنة ام لا ، واين ومتي تمت هذه اللقاءات المفترضة ، لكن تبقي الحقيقة الواضحة انهما مرتبطان باسرائيل ، وهذا في حد ذاته كاف للقول انهما غير مؤهلين للعب اي دور في مستقبل البلد.
هذا الأمر – الارتباط بالاجنبي – ، ليس قاصرا علي قائدي الحرب ، وإنما يتعداهما الى عدد من ساسة بلادي ، الا من رحم ربي ، وهل يخفي ارتباط البعض بعواصم اقليمية ودولية ، هل يجهل احد الادوار المتعاظمة لاجهزة مخابرات من مختلف اصقاع الأرض القريب منها والبعيد والغريب والقريب ، هل يخفي عبثها بالشان السوداني؟
سليمان منصور