أخبار السودان :
ضرورة ردع دعاة استمرار الحرب
حرب طاحنة تدور رحاها في بلادنا منذ مايقارب العام ، وقد افرزت واقعا صعبا يعيشه الناس، ولا يقبل به الا شخص بعيد عن الإنسانية والأخلاق ، وقد رأينا بشكل واضح مدي المعاناة التي يعيشها الناس وما لحق بهم من عناء بسبب هذا البلاء المستمر منذ أشهر ولم يكن في حسبان كثيرين ان تستمر الحرب وتطول إلى هذا المدي لكن وقد حدث ما حدث حري بالجميع العمل المتواصل على وضع حد لهذا الاقتتال وانهاء الحرب وصولا إلى إقرار حالة سلام دائم لينعم الوطن بالأمن ويعود واحة تجمع بنيه على مختلف انتماءاتهم في تنوع يعتبر ثراء ومصدر قوة لاسبب خصام.
وقد رأينا بعض من لايستحون ولاتحركهم معاناة شعبهم مازالوا يدعون إلى ضرورة مواصلة الحرب في سعي لحسم عسكري كان واضحا منذ البداية ان من يعول عليه يعمل على إطالة أمد معاناة الناس الذين طحنتهم الحرب وفعلت بهم الافاعيل ، وفي الطرفين يوجد مؤججون للحرب يسعرون نارها ويزيدونها اشتعالا وهم بعيدون عن ميدان الحرب لاتحرقهم نارها ولايعيشون مأساتها ، وهؤلاء – لا أعني العسكريين منهم فكلامنا معهم مختلف – يلزم ان تتم ملاحقتهم والكتابة عنهم باستمرار ودعوة المنصف منهم إلى الانحياز لخيار ضرورة إيقاف الحرب باعتبار ان هذه رغبة غالب اهل السودان والتأكيد على ان الوقوف ضد رغبة الناس يشكل جريمة في حد ذاته فكيف ان كانت هذه الرغبة تتعلق بإيقاف عدوان وتخفيف معاناة اليس هذا ادعي لان يخشي دعاة استمرار الحرب الله في أهلهم ويسهموا في انهاء معاناتهم لا زيادتها؟
ومما يؤسف له ان بعض دعاة الحرب لا يتورعون عن نشر الأكاذيب وترويج الإشاعات دعما لرؤيتهم وعملا منهم بالميكافيلية المذمومة التي لايعتمدها صاحب خلق ودين لكنهم وفي سبيل دعم رؤيتهم والانتصار لمواقفهم قد يصل بهم الحال لدرجة التحريض بالقتل ضد شخصيات أو مجموعات بعينها.
ان التحريض على استمرار الحرب هو في حد ذاته تحريض على القتل في ظل السقوط المستمر للضحايا المدنيين وفي ظل الخطابات التحريضية الواضحة التي يبثها اشخاص بعينهم عبر منصات داعية لاستمرار الحرب.
وبلا شك توجدالكثير من الأدوات التي تتيح قوانينها وأنظمتها مقاضاة المحرضين على الحرب مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة حقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الأفريقي والتي تتخذ من “أروشا” في تنزانيا مقرا لها.
ونقول لابد من ملاحقة دعاة الحرب وردعهم.
سليمان منصور