أخبار السودان :
ضرورة ردع اللصوص والبراءة منهم
سليمان منصور
كثيرة هي الحكايات عن سرقات تعرض لها المواطنون ، إذ دخل مسلحون الي دورهم ومكاتبهم ومتاجرهم ، ونهبوا وسرقوا المقتنيات والسيارات ، والي هنا والقصة واضحة ، فالجريمة جريمة ، ولابد من رفضها ، ومقاطعة الجناة ، وفرض حصار اجتماعي خانق عليهم ، بغض النظر عن انتماءاتهم المناطقية والسياسية ، ويبقي المجرم مجرما لا قبيلة له ، ويلزم ان يقف المجتمع موقفا حازما من هؤلاء اللصوص ، الذين انتهكوا الحرمات ، و روعوا الآمنين ، ونهبوا اموال ومقتنيات الناس.
نقول هذا الكلام ونحن نستغرب جدا من قصة كثر تداولها ، ومع ان البعض شكك فيها ، لكن اطرافا موثوقة اكدت اصل القصة ، وليس بالضرورة أن تكون كل التفاصيل التى وردت بها دقيقة ، وتقول القصة ان كثيرين فى الضعين ونيالا شاهدوا عددا من السيارات الفارهة تجوب بعض أحياء المدينتين ، ويتبختر من عليها زهوا بأنه جاء من الخرطوم بالغنائم ، ويقال ان البعض لم يصطحب معه السيارة الفخمة فقط ، وإنما وصل حاملا اموالا وذهب ، وان هؤلاء بزعمهم جاءوا بالغنائم من معركة الخرطوم ، وبعيدا عن صحة انتساب هؤلاء اللصوص الي قوات الدعم السريع من كذب هذا الانتماء ، إلا أن احتفاء البعض باللصوص ، وبالذات فى مجتمع الضعين (حيث أكدت الاخبار المتداولة هذا الاحتفاء الشعبي ) يصيب الاتسان بالدهشة ، ويجعله يستغرب من جراة هؤلاء المحتفين باللصوص ، وهم يقيمون الولائم ، ويوزعون الهدايا ، وينحرون الذبائح (كرامة لهذه المسروقات) ، وهذا القبول من المجتمع هناك ، او لنقل بعضه في نفسه مشكلة كبرى لايمكن القبول بها مطلقا ، فالاحتفاء باللصوص يجعل المحتفين أنفسهم لصوص ، او على الاقل محتفين باللصوص ، وعلى المجتمع ان ينبذ هؤلاء اللصوص ، ويقاطعهم ، ويحاصرهم ، والمجتمع سواء في الضعين او نيالا ، او سواهما يلزم ان يحمي نفسه من مخاطر يمكن أن تهدده ، واحدي وسائل هذه الحماية هي البراءة من المجرمين وعدم القبول بهم حتى يرتدعوا.
سليمان منصور