أخبار السودان :
صمود المقاومة يثير مخاوف أمريكا واسرائيل
مع دخول الهدنة بين الجيش الصهيوني والمقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ وبداية تبادل الافراج الجزئي عن الأسرى بحسب مقتضيات الاتفاق عبر الوسطاء الدوليين ، ودخول بعض الاحتياجات الطبية والغذائية من مصر ، مع هذا الامر زاد منسوب القلق في إسرائيل وأمريكا وعموم المعسكر الداعم لجيش الاحتلال في عدوانه الغاشم على الابرياء المدنيين، ومبعث هذا القلق هو الصمود الاسطوري للمقاومة والخسائر الفادحة للصهاينة في هذه المعركة على مختلف الاصعدة عسكريا وامنيا وسياسيا واقتصاديا هذا غير الارتباك الكبير والغير مسبوق الذي تعيشه الساحة الداخلية في كيان الاحتلال والاختلاف الكبير بين الكتل والتيارات السياسية في كيان العدو ، كل هذه الأمور يقابلها في الطرف الآخر صبر على المكاره وصمود في المواجهة وتصميم على مواصلة التصدي لعنف إسرائيل وعدم الرضوخ لها و استبعاد الاستسلام ووحدة الموقف والتنسيق التام بين فصائل المقاومة بل الاشتراك في المواجهة وفوق ذلك التفاف الجمهور بقوة حول المقاومة ومساندتها وشد ازرها وحماية ظهرها مما يعني ان اي توقف مؤقت للعمليات العسكرية يعني فرصة طيبة للمقاومة لترتيب اوضاعها والعودة للمعركة بروح عالية مع احساس قوي بتحقيق نصر جزئي اجبر إسرائيل على الرضوخ لارادة المقاومة التي قالت من اول يوم انه لا مجال للافراج عن الاسرى الصهاينة الا عبر تفاوض يفضي الى تبادل ، وقالت الحكومة الإسرائيلية انها لن تقبل مطلقا الاشتراط عليها وانها ستحرر من هم بيد المقاومة بعملية عسكرية وهاهي تضطر مجبرة الى القبول بما أعلنت انها لن تقبله في تأكيد على هزيمتها التي بات الوسط الإسرائيلي العام يتحدث عنها وتتخوف الحكومة من نتائج ذلك على الاستقرار السياسي في إسرائيل.
وفي أمريكا تتضاعف المخاوف من بروز انتصار المقاومة وادراك المجتمع الغربي عموما والأمريكي على وجه الخصوص ان إسرائيل اضطرت للرضوخ الى ماقرره الفلسطينيون وتاثير ذلك السالب على حظوظ الرئيس بايدن وحزبه في الانتخابات القادمة خصوصا مع محاولات بعض الجمهوريين الاستثمار في الاخطاء الفادحة للإدارة الحالية بالذات حال خسارة إسرائيل لهذه الحرب بشكل واضح لايقبل التأويل واقتناع الراى العام في الغرب بانتصار المقاومة.
الصهيوني المتطرف ومستشار الرئيس ترامب للامن القومي الأمريكي قال ان إسرائيل سوف تتعرض لضغوط متزايدة للتنازل. والخطر الجدي هو تخليها مجبرة عن تصميمها على تدمير حماس وهو ما بدأ بالفعل في إضعاف الدعم من جانب الولايات المتحدة”.
وكما يشير بولتون، فإن إدارة بايدن، التي اختارت في البداية خطابا مؤيدا بشدة لإسرائيل، مضطرة إلى تعديله تحت ضغط من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، فإن هذه المشكلة ستصبح حساسة بشكل متزايد بالنسبة لبايدن.
سليمان منصور