وقعت 212 شخصية أردنية، على بيان يرفض ما قالوا إنها ضغوط خارجية تمارس على الأردن، وعلى السلطة الفلسطينية، من أجل حضور ما يسمى “منتدى النقب” التطبيعي بين الاحتلال والدول العربية التي وقعت معه اتفاقيات تطبيع، والمقرر عقده في آذار/ مارس المقبل في العاصمة المغربية الرباط.
وقال البيان الذين وقعت عليه شخصيات عديدة بينهم وزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون وشيوخ عشائر ومتقاعدون عسكريون وإعلاميون وأساتذة جامعات وقانونيون، إن الضغوط تأتي “في ظل تصاعد السياسات المتطرفة والعنصرية لحكومة اليمين الصهيوني الفاشي التي تعلن صبح مساء مواقف معادية، وتسوّق خيارات سياسية تستهدف الأردن أرضًا وكيانًا وهوية وقيادة سياسية”.
وأشاروا إلى أنها “تعتدي على الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس، وتوسّع بشكل محموم مشاريعها الاستيطانية التي تستهدف القدس وكل الأرض الفلسطينية، ولا تتورع عن زعزعة حالة الاستقرار في المنطقة كمدخل لتنفيذ مخططاتها ومؤامراتها”.
وشدد الموقعون على “خطورة هذه الضغوط الإقليمية والدولية، التي تستهدف الأردن والقضية الفلسطينية، وتقايض الحقوق والمصالح الوطنية، بتسويق الأوهام، وإطلاق الوعود الكاذبة”.
وأكدوا على “الوقوف خلف أي موقف قوي تتبناه القيادة السياسية الأردنية في رفض تلك الضغوط التي تهدد حاضرنا وتعصف بمستقبلنا”.
وأضافوا: “نحن مدعوون اليوم لتعزيز صمودنا وتأكيد رفضنا لتمرير أي مشاريع سياسية أو اقتصادية تهدد وجودنا ومصالحنا وتنتهك سيادتنا الوطنية وتسعى إلى تفتيت جبهتنا الداخلية”.
وقال الموقعون: “ندعوا القيادة السياسية، إلى الثبات على التمسك بالموقف السياسي، والثوابت الوطنية، الرافضة لكل الخيارات السياسية، التي تأتي على حساب الأردن، وتلحق الضرر بالقضية الفلسطينية”.
احتلال منبوذ
اللواء الأردني المتقاعد عبد الكريم الغويري، قال إن كل ما يحاك في المنطقة من مشاريع، وراءه الاحتلال ومن سار معه في هذا المسار التطبيعي الخطير، الذي يستهدف الجميع، وليس لأحد مصلحة فيه سوى دولة الاحتلال والبقية خاسرون.
وأوضح اللواء المتقاعد لـ”عربي21″ وأحد الموقعين على البيان، أن من طبع من الاحتلال ليس سوى الأنظمة، والشعوب ترفض ذلك، وتوقيعنا للبيان، جزء من الدور المطلوب منا للضغط على الابتعاد هذا المسار الخطر، الذي ينتهجه الباحثون عن الثروات والسيطرة، ونحن كشعوب لا يمكن فرض هكذا مشاريع تطبيعية علينا.
وشدد على أنه لا موقع ولا قيمة للاتفاقيات ولا للمنتديات التي تقعد، أمامنا نحن شعوب هذه المنطقة، طالما الاحتلال قائم، وحتى الاتفاقيات الماضية التي وقعت لا تساوي الحبر الذي كتبت به، والجميع يعلم أنه رغم وجود اتفاقيات سابقا لكن لا يزال الاحتلال يعاني رفضه ونبذه من الشعوب العربية، وخاصة في الأردن عدا عن أن الفلسطينيين لا يزالون يقاومون.
وتابع: “حجم التعبئة النفسية لدى الشعوب العربية ضد الاحتلال، يتصاعد، ونحن مطلوب منا الوقوف أمام أي خطوات تطبيعية مع الاحتلال، خاصة ما يسمى منتدى النقب، لذلك كان البيان رفعا للصوت من أجل الابتعاد عن خطر الاحتلال القائم منذ زمن بعيد وتصاعد مع الحكومة المتطرفة بقيادة نتنياهو”.
مقايضة خاسرة
بدوره قال السفير الفلسطيني السابق لدى الأردن ربحي حلوم، وأحد الموقعين على البيان، قال إن الولايات المتحدة مارست وتمارس الضغوط على الدول الضعيفة، من أجل المشاركة بصورة أكثر فاعلية في مسار التطبيع، وخاصة منتدى النقب.
وأوضح حلوم لـ”عربي21″ أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، شهدت ضغوطا على بعض الدول، لصالح المشاركة في المنتدى، ومنها السودان الذي سارع رئيس أركانه عبد الفتاح البرهان، إلى لقاء وزير خارجية الاحتلال في الخرطوم، والانخراط بصورة أسرع وأكبر في التطبيع.
وأضاف: “البيان الذي أصدرته الشخصيات، لرفض أي مشاركة في منتدى النقب، يأتي لأداء الدور المطلوب منا، في تقديم أي مساهمة، تدعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال، وكذلك لتقوية جبهة الأردن، المستهدف، بمشاريع قديمة جديدة من قبل احتلال أطماعه لم تتوقف عند حد توقيع اتفاقيات هناك وهناك”.
وحذر حلوم من مزيد من الرضوخ العربي للاحتلال، ولفت إلى ما قامت به السلطة الفلسطينية أمس في مجلس الأمن وقال: “السلطة قامت بمقايضة، أمس، وكان نتائجها تغيير عبارات ببيان لمجلس الأمن، بما يتفق مع الدور الوظيفي الذي خلقت لأجله السلطة، بطلب من الاحتلال ولخدمة الاحتلال، بشخوصها وقياداتها”.
وشدد على أن الأصوات العالية التي ترتفع من الشخصيات الوطنية، برفض أي مسار تطبيعي، أيا كان اسمه، عوامل إزعاج للاحتلال، والصمت على مسارات بعض الأنظمة العربية، تريحه من الضغوط والنتيجة سنكون نحن أكبر الخاسرين، لأن الاحتلال لن يقف عند حد توقيع اتفاقيات تطبيع، بل اختراق كل مجتمعاتنا ونزع تاريخنا وشرعنة سلب أراضينا”.
المصدر: عربي21