انتقاد فى البرلمان الايطالي لحميدتي
ليست هذه هى المرة الأولى التى يثار فيها الحديث عن العلاقة الغير واضحة بين قيادة الدعم السريع ممثلة فى الفريق حميدتى وشقيقه عبد الرحيم وبين الطليان ، فقد راج حديث من قبل عن الاستثمار مع الطليان فى بلادهم وفى إثيوبيا وخاصة مع الرحلة الشخصية التى قام بها حميدتى وشقيقه الأصغر الذى يعرف بانه مدير استثماراته فى إثيوبيا وشرق أفريقيا بشكل عام ، وهناك من تحدث عن دور تقوم به قوات الدعم السريع فى مراقبة الحدود مع ليبيا وتشاد تقليلا من عدد المهاجرين الغير شرعيين الذين يحاولون التسلل الى أوروبا عبر إيطاليا باعتبارها إحدى البوابات الأوروبية القريبة من أفريقيا ، ومن المعروف ان الإيطاليين يعملون باجتهاد لتضييق فرص وصول المتسللين إلى القارة العجوز عبرهم ، ومن المحتمل ان يكون الطليان قد وظفوا قوات الدعم السريع للمساعدة فى هذه العملية ، وباعتبارهم مليشيا فان الطليان لايحتاجون مع حميدتى وقواته إلى الجهود التى كانوا سيحتاجونها لو تفاوضوا مع الدولة وطلبوا تقديم هذه الخدمات منها.
اخرون راوا ان السفر إلى إيطاليا وفتح استثمارات فيها وبالاشتراك معها فى إثيوبيا ليست الا وسائل لجعل السفر الى هذا البلد غير لافت للانظار حيث يمكن للموساد ان يعمل عمله فى تدريب وتأهيل كوادر يمكن أن يعهد إليها باى شيئ دون سقوفات طالما ظهرت فى المشهد إسرائيل.
وما أثار هذا الكلام من جديد حديث احد النواب الطليان فى البرلمان مستوضحا عن شكل العلاقة الغير واضحة بين الحكومة الإيطالية وقوات الدعم السريع ، النائب البرتو ابرولا عضو البرلمان عن حركة النجوم الخمسة ابتدر حديثه بطلب تقديم شكوى عن ما اسماه الأمر الخطير جدا بحسب تعبيره وهو قيام إيطاليا بتدريب قوات الدعم السريع موضحا ان اثنا عشر عسكريا يتبعون لجهاز المخابرات الإيطالي يتواجدون فى السودان فى معسكرات تدريب تابعة لقوات حميدتى
وتكمن خطورة هذا الأمر فى ان ابتعاث مدربين للتعامل مع هذه المليشيا لم يتم فيه اخطار البرلمان وهذه مخالفة بلا شك وتستدعى مساءلة الحكومة من قبل الجهاز الرقابى بحسب ما افاد النائب البرلمانى
ويقول مليشيا الدعم السريع التى نتعامل معها نحن الإيطاليين ويدربها بعض ضباطنا ونكلفها بمراقبة التسلل إلى أوروبا وتسهم فى مكافحة الهجرة الغير شرعية هذه القوات هى اصلا تطوير لقوات الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب فى دارفور لذا فان تعاملنا معها يقدح فى مصداقيتنا السياسية والاخلاقية ولابد ان يحقق البرلمان فى هذا الموضوع ويستوضح الحكومة بشأنه.
ويواصل النائب فى البرلمان الايطالى البرتو ابرولا حديثه قائلا : المعروف عن حميدتى ارتكابه جرائم حرب وقد أقر مسؤولون فى الاتحاد الافريقي بأن حميدتى مسؤول عن جرائم اغتصاب وقتل وقعت فى ولاية جنوب دارفور بداية العام 2000 ،
وقبل فترة وفى الخرطوم التقى حميدتى واحد مساعديه المقربين
مرتين بوفد ايطالى من مكتب الأمن والمعلومات وهى وكالة تابعة لرئاسة الوزراء فى روما ، وكان الوفد بقيادة الكولونيل انطونيو تويل وضم أربعة اخرين وامرأة ممثلة لمنظومة ong ،
وقد وصلوا الخرطوم لوضع خطة تدريب لقاطعى الاعناق هؤلاء ، وبعد عودتهم من الخرطوم طلبوا قائمة احتياجات فنية ومساعدات من حكومتنا لتدريب هؤلاء الذين هم فى الأصل إرهابيين ، وكذلك دعم مجموعة فاغنر التى تتولى مهام تدريب قوات الدعم السريع.
اننا ضد تورط بلادنا فى تدريب المجرمين ، وبهذه العبارة ختم النائب فى البرلمان الايطالى حديثه وهو يقول ننتظر الرد من الحكومة خلال يومين او سيتحرك البرلمان ليضع حدا لهذا العبث.
انها إحدى المشاكل التى يبدو أن حميدتى لم يحسب لها حسابا.
سليمان منصور