أخبار السودان :
سلوكيات قبيحة اظهرتها الحرب
كثيرة هي المحن والمصائب التي رافقت هذه الحرب اللعينة ، وفي كثير من المناطق عاش الناس ما بين خوف ورجاء ، خوف من تطورات سالبة متسارعة لم يالفوها ، ولم يتوقعوا حدوثها ، او على الاقل لم يتوقعوها بهذه الوتيرة كما ونوعا ، ورجاء ان تضع الحرب اوزارها ، ويتم الحفاظ على بعض ما تبقى بعد ان طال الدمار الكثير ، والأصعب ما لحق بالنفوس وعلق بها مما يصعب الوصول إلى علاج له قريب ، فمن المعيب ان ترى احد معارفك في الحي او السوق أو العمل تراه مشاركا في تازيم الأوضاع بشكل اكبر ، والتضييق على المساكين ، ويسعى جاهدا للحصول على مكسب مادي باي طريقة ، غير مهتم او مبال بوضع الناس ، خاصة ان كان بمقدوره ان يحد من الطمع والجشع واستغلال حاجة الناس للخدمة ، لكن بكل اسف تراه يعمد وفي سلوك غير محترم ابدا ، يعمد إلي الزيادة – وبشكل مخجل – في الضغط على الناس المغلوبين على أمرهم ، واستنزافهم ، وهم الذين خرجوا من بيوتهم على عجل ، وبدون ترتيب مسبق ، وإنما اضطرتهم ظروف الحرب اللعينة إلى المغادرة فإذا أهلهم وبني جلدتهم يصبحون أقسى عليهم من ظرف الحرب الذي هربوا منه ، والا فما معنى أن يصل بالناس الجشع حدا يصرون فيه على رفع إيجار المساكن إلى عشرة اضعافها مثلا ، وماذا يعني إخفاء البعض للسلع والمغالاة في ذلك الى حد يرفع سعر السلعة إلى خمسة اضغاف مثلا ؟ اليس هذا هو الجشع المذموم والإنانية القبيحة والتربح من معاناة الناس؟ اليست هذه هي الحقيقة؟ هل يستطيع شخص ان يعطي تبريرا إلى هذه السلوكيات القبيحة التي شاهدناها في هذه الأسابيع؟
ويمكن ان نتحدث عن سلوك اخر اكثر قبحا ، ولايمكن تبريره قط ، وهو ماراج في كثير من الاحياء عن اشتراك بعض السكان في التامر على جيرانهم ، والاشتراك – ولو بصورة غير مباشرة – في الجرائم التي تقع في الحي ، فبعض الشباب عمل رسميا كدليل على منازل جيرانه وسهل وصول المعتدين اليها ، سواء كان هؤلاء المعتدين من أفراد الدعم السريع الذين انتهكوا المنازل وسرقوا محتوياتها واستخدموا بعضها كمقار عسكرية معرضين حياة الجيران ومنازلهم للخطر ، او اولئك الذين عملوا على سرقة بيوت الحي والمتاجر والمؤسسات ، وتمت هذه السرقات باشتراك مع العصابات المجرمة.
هؤلاء الأفراد المتامرون على جيرانهم كأنهم لايعرفون حرمة وقدسية الجوار ، وهؤلاء لايمكن أن تعود العلاقة بينهم وجيرانهم المعتدى عليهم ، لايمكن أن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه قبل الحرب ، وهذا امر مؤكد.
اخرون دلوا افراد الدعم السريع على منازل جيرانهم من ضباط الجيش والامن والشرطة سواء كانوا في الخدمة او المعاش ، وهؤلاء حتما سيكونون اول المستهدفين من عموم الجيران في الحي بمجرد انتهاء الحرب وهذا ما يرتب أزمة كبيرة قد تكون لها تداعيات خطيرة.
انها بعض تداعيات الحرب وافرازاتها القبيحة والله تعالى نساله ان يلطف بالعباد والبلاد.
سليمان منصور