ساذج من يؤمل فى أمريكا خيرا
لم يكد مداد مقالنا عن حاتم السر وتاميله خيرا من زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة والتعويل على استفادة السودان من هذه الزيارة ، اقول لم يجف مدادنا حتى طالعتنا الحرية والتغيير بكلام شبيه لكلام الاستاذ حاتم السر مما يوضح ان قطاعا كبيرا ممن يتصدون لادارة بلادنا ليسو بمستوى يؤهلهم ان يكونوا اهلا لذلك.
ولايمكن أن يغفل شخص عن الدور التخريبى الذى تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية فى العالم ، وان اختلف الناس حول تقييم المواقف الأمريكية حول الكثير من القضايا فإنهم حتما لايمكن أن يختلفوا حول الانحياز الأمريكى الواضح والفاضح إلى الكيان الصهيونى المجرم الغاصب ، وهاهى زيارة الرئيس بايدن الى المنطقة تكشف شخصية الرجل لمن ما زالت على عيونهم غشاوة ممن يظنون فى الرجل خيرا ويؤملون ان يصدر عن الزيارة ما ينعكس ايجابا على السودان ، وخاب فالهم ، هاهو الرئيس بايدن يسفر عن وجهه القبيح ويقول علنا انه صهيونى ، وعليه نستغرب ممن يتبنون النضال ومجابهة الظلم ويدعون للحكم المدنى وحماية حقوق الإنسان كيف يرجون خيرا من رجل يناصر الكيان العنصرى المجرم القاتل ويتجنب الإشارة الى قضية حقوق الإنسان فى السعودية طمعا فى تحقيق مكاسب لا حرصا على مبادئ وقيم يدعى الأمريكى ومناصروه انهم يؤمنون بها ويدعون لها وهم فى الحقيقة ابعد الناس عن هذه المبادئ.
قوى الحرية والتغيير التى اسهمت مع اخرين فى إسقاط البشير وتناضل الان لإسقاط الانقلابيين ، يفترض فيها ان تكون الأكثر حساسية تجاه مناصرة المظلوم والرفض القاطع للجلوس إلى الظالم ومعاونيه وعدم انتظار اى خير فيهم.
قوى الحرية والتغيير أصدرت بيانا حول القمة السعودية الامريكية ولقاء جدة واصفة اياه بالهام ، ومما جاء فى بيان الحرية والتغيير. :
ناقشنا الزيارة التاريخية للرئيس بايدن للسعودية والتي نرحب بها في هذا التوقيت الدقيق من تاريخ العالم والمنطقة ، على ضوء التطورات المتسارعة الأخيرة والتحديات التي نتجت عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال البيان :
نرحب بالإهتمام السعودى الامريكي بالشأن السوداني ومواقفهم الإيجابية الداعمة لتطلعات الشعب السوداني في الديمقراطية والسلام والازدهار.
وهنا لابد أن نقول للأخوة فى الحرية والتغيير لاتؤملوا خيرا فى أمريكا فهى لايرجى منها ، والتجربة اثبتت ذلك ، ونستغرب من كلامكم عن السعودية التى لاتعرف الانتخابات ولم يتم فيها تداول سلمى السلطة اصلا فما شانها بالتحول الديموقراطى والتداول السلمى للسلطة فى بلادنا
وقال البيان فى جانب منه :
ندعو واشنطون والرياض لمواصلة دورهما الايجابي في مساعدة الشعب السوداني للتعاطي مع أزماتهم الحالية ، ونشدد هنا بضرورة تلافيهم الانخراط في دعم أي شكل من أشكال الحلول السياسية التي لا تخاطب جوهر الأزمة السودانية
وقال : نؤكد مواصلة تعاطينا الايجابي مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية وكافة أصدقاء وشركاء السودان الاقليميين والدوليين للتفاكر المستمر في قضايا الهم المشترك ، وللوصول لما يحقق تطلعات شعبنا المشروعة واسترداد حقوقه في الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة.
ونقول لمن يرجون خيرا فى أمريكا والسعودية انتم واهمون ولا بد أن تتحلوا بالوعى ولاتؤملون فى ما لا يمكن أن يحدث ، فالجميع يدركون ان أمريكا هى داعمة الانظمة الشمولية المستبدة والسعودية نفسها أكبر دليل على ما نقول.
أمريكا داعمة الكيان الغاصب المجرم وحاميته وداعمة الانظمة الشمولية المستبدة فكيف لدعاة الحرية ومحاربة الظلم كيف لهم ان يثقوا فى أمريكا ووعودها الكاذبة؟
أمريكا تكذب بحديثها عن حماية الانظمة الديموقراطية فهى تبحث عن مصالحها ولا تعرف المبادئ ولو وجدت ان الانقلابيين يحققون لها مصالحها لساعدتهم فى قمع المحتجين وأولهم الحرية والتغيير ، وليت كثيرين يفهمون
سليمان منصور