دعنا من مغالطات العسكر ياسيادتك
قد يأتيك احد الناس بقراءة مليئة بالمغالطات ، وتحليل لا يسنده الواقع الماثل ، ومثل هذا الكلام بكل اسف يصدر عن كثيرين فى الساحة نراهم ظلوا يثيرون الكلام هنا وهناك ، وان احسنا الظن بهم قلنا انهم مستغفلون يظنون انهم على شيئ وهم ابعد الناس عن اخذ كلامهم ماخذ الجد ، وعند اول نظرة لهذه النماذج من الأحاديث فان اقل مبتدئ يعرف انها كلام والسلام ، ولاعلاقة له من قريب أو بعيد بالموضوعية والحقيقة المتفق عليها ، مما يخرجها من سياق الكلام المعتبر إلى الكلام الذى لايؤبه به.
ومن أمثال هذه الكلمات ما كتبه الفريق أول ركن حسن يحيى محمد أحمد ، الحائز على زمالة أكاديمية نميري العسكرية العليا كلية الدفاع الوطني (بحسب ما ذيل مقاله معرفا بنفسه) ، وسنقف مع بعض ما قال ونترك اغلب كلامه.
قال سعادة الفريق حسن :
قحت وصفت تلك الإجراءات (ما حدث يوم 25 اكتوبر) بأنها انقلاب عسكري ، وأخذت تروج لهذا بواسطة صحفييها على أمل أن يساعدوها في العودة مرة أخرى لكراسي السلطة.
ونستغرب من إستنكار الفريق حسن لوصف ما تم يوم 25 اكتوبر يالانقلاب ونقول له ماهو الانقلاب فى تعريفك؟ وماذا يعنى إلغاء التوافق الذى كان سائدا وحل الحكومة واعتقال دكتور حمدوك وبعض وزرائه وتعطيل العمل بمواد فى الوثيقة الدستورية؟ ان لم يكن هذا انقلابا فما هو الانقلاب وكيف يكون؟
وقال سعادة الفريق :
السؤال هنا : هل تم الانقلاب المزعوم ضد حكومة مدنية منتخبة؟
ونقول له ان الانقلاب تم على حكومة جاءت وفقا بتوافق واضح واحتكام للوثيقة الدستورية الملزمة للجميع ، لكن الانقلابيين بتعطيلهم العمل ببعض موادها إنما انقلبوا على اتفاق موقع عليه من الجميع ومتفق عليه بينهم.
وقال الفريق: إجراءات 25 أكتوبر قام بها شريكها (شريك قحت) في الحكم استجابة لمطالب الشارع وليس انقلاباً على التحول الديمقراطي لأنه لم يكن هنالك أي تحول ديمقراطي في السودان ، وخير شاهد على ذلك أن أمريكا شككت في حقيقة التحول الديمقراطي في السودان ، ولهذا لم تدعمه إلا بحفنة من الدقيق..
انه لعجيب امر هذا الرجل ، ونسأله اى شارع هذا الداعم لاتقلابكم المشؤوم؟ اهو الذى يواصل الاحتجاج منذ الانقلاب وإلى اليوم لم يفتر او يتغير؟ ام هو هؤلاء الشباب الذين سقطوا شهداء بالعشرات واضعافهم جرحى وما زالوا مصرين على المضى فى ذات الدرب رغم التضحيات الجسام ، والإعجب من ذلك استدلالك بأمريكا وعدم دعمها ، وقولك لو كان تحولا ديموقراطيا لدعمته أمريكا ، وكأن من تدعمهم امريكا وتحمى انظمتهم وتدافع عن عروشهم من الطغاة كممالك ومشيخات الخليج كأنهم ديموقراطيين.
وقال السيد الفريق: هنالك جدل فكري قديم ومتجدد في مجال من يصلح للحكم في السودان ، رجل سياسي مدني أم رجل عسكري يفهم في السياسة ؟ والإجابة على هذا السؤال تضع حداً للدورة الجهنمية التي ظل يدور فيها السودان منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا.
ونقول للسيد الفريق كون هذا الجدل لم يحسم لايعنى استمرار تسلط العسكر على رقاب الشعب ، بل مجرد طرحك هذا الكلام يعتبر مصادرة منك ، فالناس مسلطون على أنفسهم ، ومن حقهم اختيار من يحكمهم ، ولن تستطيع القول أن حكم العسكر هو خيار الناس.
ويخلص السيد الفريق للقول :
تجربة العسكريين في الحكم كانت ناجحة ، وانجازاتهم هي التي تسير بها البلاد حالياً ، أما تجربة المدنيين في الحكم فقد كانت فاشلة ، لأنهم لم يستطيعوا أن يشقوا ترعة أو يفتحوا جدولاً صغيراً ، وكل ما نجح فيه المدنيون هو خراب ودمار ما بناه العسكريون ، بالإضافة إلى وضع البلاد تحت مظلة الوصاية الدولية.
ونقول لسيادة الفريق
انت تعتمد المغالطات ياسيادتك فهذا القول ليس سليما البتة ، وكون المدنيين فشلوا – وهذا الكلام صحيح – فانه لايعنى ابدا ان الحكم العسكرى هو الخيار الذى يمكن أن نقبل به ، وقولك ان قحت جلبت الوصاية الأجنبية فهذا سليم ، لكن قط هذا لايعنى خطأ فكرة الحكم المدنى ، وعلى المدنيين ان يصلحوا أمرهم ويصححوا اى خطأ لا ان يتم الرضوخ للحكم العسكرى ، ونحن ياسيادة الفريق لانرى صحة لما تقول ، واخطاء المدنيين التى تتحدث عنها نقر بكثير منها لكن يتم إصلاحها عبر الممارسة المستدامة ، ومن خلال هذه الممارسة يتم تصحيح الأخطاء ، فدع عنك هذه المغالطات وكن منصفا ولاتتعصب للعسكر فكونك منهم لايعطيك الحق فى فرضهم علينا فافهم رعانا الله ورعاك.
سليمان منصور