أخبار السودان :
خطوة مقلقة قد يقدم عليها المساليت
من المقطوع به ان نهضة الامم وقوتها تقوم على عدة عوامل ومن بينها – ان لم تكن من اهمها – وحدة الشعوب وقوتها وتكافلها وتضامنها ووقوفها بوجه التشظي والانشطار ، إذ ان في الاتحاد قوة بلا شك ، ونرى الكثير من الأمم تنهض وتقوى وتتقدم كل ما تجمعت المشتركات وتقاربت الأجزاء والاقاليم مشكلة وحدة أقوى واكبر.
وعندنا في السودان هناك الكثير جدا من عوامل القوة التي ان تم توظيفها فانها ستصب حتما في مصلحة الجميع ، لكن ومع ظروف هذه الحرب اللعينة وتداعياتها الصعبة وما تخلفه من نتائج كارثية فإننا نقول ان كثيرا من التشكيلات والهيئات بل وحتى المكونات الاجتماعية قد تلجأ إلى ما يعتبره كثيرون قرارا خاطئا ويطلبون منهم التريث ويعملون على تهدئتهم املا في إن لا تضطرهم الظروف إلى
الوصول إلى ما لم يكونوا يرغبون فيه.
وقد راينا كيف عاش أهلنا المساليت
ظروفا قاسية جدا جعلت منهم وقودا لنار حارقة ، وسقط المئات منهم ان لم نقل الآلاف في حرب اعتبرها كثيرون
تسعي لاستئصال المساليت من البلد والقضاء عليهم كمكون أصيل في المنطقة ، مما يزيد من حالات الاحتقان ، ويدفع بالجميع الي المزيد من حالات التوتر واذكاء نار الفتنة الهوجاء ، التي ستنعكس سلبا على أمن الجميع واستقرارهم.
في هذا الظرف الحرج الذي يعيشه أهلنا المساليت والبلاد عموما خرج علينا سلطان دار مساليت ببيان و قال بأنه لجأ الي دولة تشاد لكي يتحدث للإعلام و مع المنظمات ليوضح الحقائق التي دارت في مدينة الجنينة.
وقال السلطان في هذا البيان بأن هنالك إتفاقية وبموجبها إنضمت مدينة الجنينة الي دولة السودان عام ١٩١٩م. و ذكر ان بها فقرة تنص على انه بعد ٧٥ عام يمكن لسلطنة دار مساليت في مدينة الجنينة أن تختار الدولة التي تراها مناسبة حتى تنضم إليها و لديها الحرية في أن تنضم الي السودان او تشاد.
إن هذا الحديث للسلطان يعتبر تهديدا خطيرا على وحدة ارض و شعب السودان ، ولكن يبقي للمساليت
او غيرهم الحق في التفكير باي شي يحفظ لهم وجودهم وكيانهم ان رأوا ان هناك خطرا حقيقيا عليهم ، ومع صعوبة مثل هذه الأفكار وخطورتها قد يجد البعض العذر للمساليت في ما اقدموا عليه.
سليمان منصور