أخبار السودان :
خسارة أوروبا للافارقة تتعاظم
تقاسم الاوروبيون النفوذ والسيطرة على القارة الافريقية ، واقتطعت كل قوة استعمارية جزءا من القارة السمراء واعتبرته ملكا خاصا لها ارضه وموارده وخيراته وحتي شعبه ، في تجاوز لكل الأخلاق والقيم ، وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان ، بل وحرب على الانسانية ككل ، ثم يصدعوننا بلا حياء بالحديث عن الالتزام بالقيم ، ورعاية حقوق الانسان ، ومكافحة التجاوزات ، وهم في الواقع اكبر معتد على الحريات ، وسادة الارهاب وقادته في العالم.
وهاهي الشعوب الافريقية تصحو من غفوتها ، و تنهض من كبوتها ، وتخرج عن الحالة التي ظلت تعيش فيها طويلا ، و تنتفض بوجه المستعمر ، الذي وان خرج بشكل ظاهر من البلدان الافريقية ، ونالت استقلالها بصورة شكلية ، فانه قد ابقي على نفوذه وسيطرته على هذه البلدان عبر حكامها العملاء.
وقد راينا الموقف الشعبي والرسمي الكبير المناهض للغرب بشكل عام وفرنسا بوجه خاص باعتبارها وجها استعماريا قبيحا ، وهاهي احداث النيجر والغابون توضح بجلاء تعاظم خسارة أوروبا لنفوذها في افريقيا.
وفي سياق تحليل معهد العلاقات الخارجية الأوروبي لمتغيرات افريقيا التي جاءت خصما على النفوذ الاوروبية في القارة نقرا رايه الذي يقول :
ان التعاون التجاري بين أوروبا وأفريقيا يركز بشكل شبه كامل على تجارة المعادن والسلع الأولية الأخرى، ويتجاهل خدمات الأعمال المصرفية والتأمين والاستثمار في تنمية الأسواق والصناعات التي باتت مفقودة إلى حد كبير من أجندة التعاون التجاري والتنموي بين أوروبا وأفريقيا.
وحسب تقرير المعهد، يشكل قطاع الخدمات أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للقارة الأفريقية. ويرى أن التوسع السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والاقتصاد الرقمي ، وخدمة التصنيع، وتجزئة عمليات الإنتاج عبر الحدود، يجعل التجارة في الخدمات أكثر أهمية للقارة الأفريقية، ولكنه يفتقر إلى الاستثمارات.
ويرى محللون في ذات الصدد، أن تركيز الشركات الأوروبية فقط على تنجيم المعادن والمتاجرة فيها بالأسواق العالمية، كان السبب الرئيسي في خسارة الشركات الأوروبية لصالح المكاسب التي جنتها الشركات الصينية في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
سليمان منصور