أخبار السودان :
حرص تركي على وجود متميز بأفريقيا
منذ سنوات طويلة وتركيا تحرص على دور كبير لها في أفريقيا ، وقد سعت انقرة إلى تطوير استثماراتها في القارة والعمل على رفع التبادل التجاري مع الدول الأفريقية وتطوير ذلك.
والمعروف ان العلاقات التركية الأفريقية قديمة وراسخه منذ الحكم العثماني الذي بسط نفوذه على مناطق من شمال وشرق أفريقيا ، وقد تفاعلت الجماهير الإفريقية مع اطروحة الخلافة الإسلامية التي كان يطرحها العثمانيون ، وراي كثير من الأفارقة في الطرح راية تصلح ان يتوحد خلفها المسلمون لذا كانت لتركيا مكانة خاصة في نفوس الجماهير باعتبارها أرض الخلافة ومقر الخليفة.
ففي مصر والسودان مثلا ارتبط الناس بالخلافة وعندما جاء محمد على باشا طارحا تأسيس دولة حديثة استشعر المصريون والسودانيون انه الأقرب إليهم من أوروبا المتعطشة لاستعمار البلدان وحكمها.
وقد انتبهت تركيا الحالية لأهمية الانفتاح على أفريقيا وخطت بشكل عملى في هذا الجانب إذ دشنت في العام 1998 دخولها الكبير الأسواق الإفريقية كشريك تجاري مهم يقدم تسهيلات كبرى يحتاجها الأفارقة ويستفيد منها التركي حتما كمستثمر يسعي لكسب أسواق كبيرة تحتاج إلى أي شي وايضا تتوفر هذه البلدان على العديد من المواد الخام التي يمكن أن يستفيد منها التركي سواء استوردها او أنشأ مصانع في البلدان الإفريقية وأعاد تصنيع هذه المواد الخام وهو المستفيد بشكل أكبر.
وفي بداية العام 2003 تم تدشين استراتيجية تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية ، وأعلنت الحكومة التركية عام 2005 عاماً لأفريقيا.
وعادت تركيا الى أفريقيا من مداخل سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية، ، وتوسعت علاقات تركيا مع الدول الأفريقية، وذلك بتأسيس علاقات جديدة مع دول لم تكن تربطها بها علاقات دبلوماسية، ومن خلال تعزيز علاقاتها التي كانت قائمة قبل اعتماد خطة الانفتاح على أفريقيا. وقد نتج من ذلك ارتفاع عدد الدول الأفريقية التي ارتبطت بعلاقات دبلوماسية مع تركيا إلى 49 دولة من أصل 54 دولة.
ومن مدخل الدبلوماسية الرئاسية أو دبلوماسية القمة، حدثت زيارت متبادلة بين الرؤساء الأتراك والأفارقة، تطورت إلى مؤتمر قمة دوري يجمع الرؤساء الأفارقة مع الرئيس التركي بمشاركة قادة المنظمات الإقليمية الأفريقية التي وثقت تركيا علاقاتها بها إلى درجة اكتساب عضوية مراقب في عدد من تلك المنظمات، من بينها الاتحاد الأفريقي، الذي اتخذ قراراً في القمة الأفريقية العاشرة عام 2008 اعتبر فيه تركيا شريكاً استراتيجياً له.
و اعتمدت القمة التركية الأفريقية التي عقدت في إسطنبول في أغسطس 2008 بمشاركة 49 دولة و11 منظمة إقليمية أفريقية بالإجماع “إعلان إسطنبول للتعاون التركي الأفريقي”، و”وثيقة التعاون والتضامن من أجل مستقبل مشترك”، و”إطار التعاون للشراكة التركية الأفريقية”.
سليمان منصور