أخبار السودان :
حرب عبثية قذرة يجب ان تتوقف
طال امد الحرب وازدادت معاناة الناس ، ولايمر يوم الا والازمات تتفاقم والمشاكل تحيط بالناس من كل جانب ، وتتعالى الاصوات الداعية لضرورة ايقاف الحرب فورا ، وبكل اسف هناك من ينفخون كيرها ويؤججون سعيرها ، وهؤلاء لا اهتمام لهم من بعيد او قريب بمعاناة المواطنين ، وانما يخدمون أجندة خاصة بعيدة كل البعد عن مصالح الناس.
هذه الحرب عبثية كما صرح قادتها ونادوا سويا بضرورة ايقافها لكنها بكل اسف تستمر وهذا هو العبث بعينه.
وهي حرب قذرة بمعني الكلمة اذ تم فيها تجاوز كل الاطر والاعراف والاخلاقيات والمسؤوليات وباتت حربا لا تلتزم بضوابط ولا تتم مراعاة القيم فيها واستحقت الوصف بانها حرب قذرة ، والشواهد على انطباق هذا الوصف عليها كثيرة ويمكن الاشارة الى نماذج منها ان كان هناك ما يستدعي ذلك.
ومن المناسب هنا ان ننقل ما كتبه احد النشطاء عن هذه الحرب ، وهي كلمات واضحة ودقيقة تعبر عن الكثيرين ، وهذا ما كتب :
لا تلبسوا هذه الحرب لبوس الدين
فمن يتحاربون الان لا أحد منهم يحارب الإسلام و لا أحد منهم يحارب من أجل الإسلام .
ولا تلبسوها لبوس الوطنية فمن يتحاربون الان لو يهمهم أمر هذا الوطن لما جعلوا أرضه حطاما و دمروا البنية التحتية لعاصمته بآلاتهم العسكرية المحرمة في المدن .
و لا تسمونها حرب كرامة فكرامة السودان و شعبه أريقت أمام بوابات القيادة العامة و طرقات الخرطوم و امدرمان و بحري علي يد من يتحاربون الان ، و ما تبقي منها يراق الان بعد أن اشعلوا هذا الحرب و افقروا الشعب و جعلوا الملايين تحت نيران الجوع و الخوف و المرض و الحاجة و العوز .
قبل أن يتحاربوا فيما بينهم كانوا يحاربوننا متحدين لأننا نادينا بمدينة الدولة و هيكلة الجيش و من ثم توحيد الجيوش في جيش قومي مهني واحد لأننا نعلم مخاطر أن يكون في البلد جيشان ناهيك عن سبعة جيوش .
بنادقهم التي يستخدمونها الان كانت قبل وقت قريب توجه الي صدورنا و تطارد الثوار و الكنداكات في كل موكب ، قبل أن تسيل دماؤهم سألت دمائنا علي نفس الطرقات التي تشهد معاركهم الان
هذه الحرب ليست من أجلنا و لا أجل الوطن و المنتصر فيها سيوجه بنادقه نحونا كما كان الامر قبل الخامس عشر من أبريل.
واجبنا الان كمدنيين أن نناهض هذه الحرب و ليس تأجيجها عبر الاصطفاف خلف احد الطرفين ما يزيد من أمد الصراع و تعقيده ، و علينا أن نقطع الطريق و نقف سدا منيعا أمام بقايا النظام البائد الطامحين في العودة الي الحكم عبر بوابة الجيش ، وعلينا أن نتحد جميعا و نعمل علي حشد الرأي العام الداخلي و الخارجي للضغط علي الطرفين لوقف الحرب و العودة للمسار السياسي ، و من المهم أن لا يكون هنالك اي وجود لجنرالات الحرب و داعميهم السياسيين في حاضر و مستقبل البلد سياسيا و عسكريا .
سليمان منصور