أخبار السودان :
حرب السودان. ادوار أمريكية مختلفة
كثر الكلام مؤخرا عن دور أمريكي مرتقب لانهاء الحرب في السودان واحلال السلام في البلد التي انهكها الصراع الدامي والحق اضرارا كبري بالإنسان في هذا البلد المنكوب باصطراع جنرالاته وابتعادهم عن الاهتمام بمايلاقيه شعبهم من عنت.
هذا الأمل في نجاح التدخل الأمريكي المنتظر في تحقيق نتيجة إيجابية جاء بعد أن اشتركت أمريكا والسعودية في رعاية عقد جلسات منبر جدة التي انعقدت في شهر مايو ولم تجد المحاولات فتيلا والحرب الان تقترب من إكمال عام ، ولعل التدخل الأمريكي هذه المرة يكون أفضل.
ويرى مراقبون أن الضغوط الأمريكية لوقف الحرب في السودان غير كافية
إذ ان تدخل أمريكا بداية الصراع وإطلاق مبادرة مشتركة مع السعودية في ما عرف بمنبر جدة ( بعد أسبوعين من انطلاق الحرب) اسفر خلال عشرة أيام على حمل الطرفين على اتفاق مايو 2023، بالالتزام بحماية المدنيين والتوقيع على عدد من الهدن التي وصلت حتى (14) هدنة لم تنجح سوى واحدة فقط.
ويقول الامريكان انهم لجآوا طوال الأشهر الماضية إلى أدوات أخرى مثل العقوبات الذكية التي تتصل بالأفراد والكيانات المتورطة في صراع السودان وشملت العقوبات عددًا من الشخصيات، أبرزهم وزير الخارجية السوداني الأسبق علي كرتي وقائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
ولجأت واشنطن إلى خيار العقوبات بعد أن تعثرت المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة، وحتى وساطة الإيقاد فشلت في دفع الجنرالين المتقاتلين إلى طاولة واحدة لعقد لقاء مباشر بينهما خلال الشهر الماضي.
وجاءت لقاءات مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لمنظمات المجتمع المدني والقوى المدنية السودانية في أديس أبابا ضمن تحرك أمريكي جديد نحو الملف السوداني، وغير مستبعد ادخال إستراتيجية جديدة، حسب الترا سودان.
وتواجه وزارة الخارجية الأمريكية ضغوطا مكثفة من أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي بشأن ترك السودان بلا أفق حيال حرب ترتقي إلى درجة الإبادة الجماعية في بعض المناطق.
ويتداول أعضاء الكونغرس مشروع قانون يصف الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور خلال مايو ويونيو ويوليو واكتوبر 2023 بالإبادة الجماعية، ما يعني رسميًا توجيه الاتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب هذه المجازر بحق المدنيين.
ونقل أعضاء في الكونغرس الأمريكي لأعضاء في منظمات المجتمع المدني في السودان وسياسيين في القوى المدنية أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تلجأ إلى تغيير إستراتيجية التعامل مع الملف السوداني، لأن الصراع المسلح في هذا البلد قد يؤدي إلى هاوية سحيقة.
وخلال الشهر الماضي أجرت الولايات المتحدة الأمريكية تغييرًا طفيفًا على الطاقم الدبلوماسي المعني بالملف السوداني بإعفاء السفير جون قود فري من منصبه، ويذهب مراقبون إلى أن هذا التغيير قد يكون على علاقة بعدم نجاح الرجل المتخصص في مكافحة الإرهاب في توقع الحرب بين الجيش والدعم السريع لدرجة أنه كان خارج السودان ووصل قبل ساعات من اندلاع القتال.
ولعب قود فري دورًا في دفع المدنيين والعسكريين للتوقيع على الاتفاق الإطاري في الخامس من كانون ديسمبر 2022، ومع ذلك اندلعت الحرب في منتصف أبريل 2023 قبل أن يتمكن موقعو هذا الاتفاق من الوصول إلى الصيغة النهائية للعملية السياسية التي بموجبها كانا يخططان لتكوين حكومة مدنية، وطي الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرالان عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو المتحاربان حاليًا.
ورغم التحرك الأمريكي في الملف السوداني تارة بقوة دفع هائلة وتارة بترك الأزمة تراوح مكانها لشهور في حرب تستعر وينعدم خلالها الغذاء وضروريات الحياة لحوالي (25) مليون شخص، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما لا تضع الملف السوداني ضمن الأولويات -وفقًا للمراقبين- لأسباب متعلقة بوضع السودان الراهن في المنطقة، وقد ينشط تحرك واشنطن في الملف السوداني كلما تحسست موقعها بالتزامن مع تحرك “الدب الروسي” في البحر الأحمر الذي يتقاسم السودان فيه حدودًا بحرية لا تقل عن (800) كيلومتر.
سليمان منصور