أخبار السودان :
حذاري من الظلم باسم الطوارئ
نتفهم ويتفهم كل منصف ان الجهات المختصة قد تجد نفسها في ظروف معينة مضطرة الى اتخاذ إجراءات استثنائية غير عادية لمواجهة طارئ ما لدفع خطر حال او حتي متوقع بدرجة معقولة ، وعادة ما يكون هناك خوف من تجاوزات يتم ارتكابها باسم الطوارئ كالاعتداء على الحريات وتقييدها ، وتناولنا من قبل ماراج عن انتهاك لحقوق الناس في بورسودان والابيض من اعتقال للبعض على الهوية وتوقيفهم فقط بسبب انتمائهم العرقي او الجهوي، وفي احداث مدني الأخيرة جري حديث خطير عن استهداف بعض الناس فقط على اساس انتماءاتهم الجهوية اذ يري البعض ظلما وعدوانا ان البعض يلزم الحجر عليهم وتوقيفهم ووضع حد لحرياتهم فقط لانهم من غرب السودان باعتبارهم ينتمون الى قبائل تعتبر حواضن للدعم السريع وهذا بلا شك خطأ فادح بل ظلم كبير وتترتب عليه نتائج بالغة السوء والتعقيد وسوف تنعكس سلبا على حياة الناس والتعايش السلمي بينهم ، ولابد ان ينتبه الجميع (المواطن والمسؤول) لهذا الامر ويعملوا علي محاربته ووضع حد له فان عاقبة الظلم خطيرة ومدمرة.
نقول هذا الكلام ونحن نقرأ عن إجراءات اتخذتها بعض الولايات بغرض مراقبة اي تفلتات محتملة بسبب الحرب الحالية.
وفي هذا الإطار نقرا ان السيد والى الولاية الشمالية الاستاذ عابدين عوض الله محمد اصدر أمر الطوارئ رقم (6) للعام الحالي والخاص بمنع وحظر أي نشر بأي من الوسائط أو وسائل الاتصال المختلفة بما يضر أو يهدد الامن العام والسلامة والطمأنينة بالولاية الشمالية.
ويحظر علي اي شخص أو جهة القيام بأي نشر بأي وسيلة من وسائل الاتصال أو الوسائط المختلفة بأي معلومات أو موضوعات بما يضر أو يهدد الامن العام والسلامة والطمأنينة ويحظر علي أي شخص أو جهة نشر أو نقل أو نسخ أو إرسال عبر أي وسيلة من وسائل الاتصال أو الوسائط المختلفة أو أي معلومات أو أخبار تتعلق بالقوات النظامية أو تحركاتها أو حكومة الولاية أو أي من أجهزتها أو وحداتها المختلفة دون الرجوع للجهات المختصة بأمانة الحكومة أو الأجهزة النظامية.
ان الجهات المختصة مطالبة بضرورة العمل الجاد على رعاية حقوق الناس وحمايتهم من اي تعديات تطالهم وتنتقص من حرياتهم ويلزم ان يضع الجميع نصب أعينهم مسؤوليتهم القانونية والاخلاقية تجاه بعضهم بعضا والا فسوف يخسرون.
سليمان منصور